نيمار لا يمثل
لفت أداء نيمار أنظار العالم بكثرة السقوط، حيث إنه بقي ممددًا على العشب 14 دقيقة خلال مباريات السيليساو. تحول نيمار المتألم إلى ظاهرة يقلدها الأطفال في الحواري والطرقات.. مشاهدة نيمار وهو يتدحرج أضحكتنا أكثر من مسرحية "العيال كبرت".
نيمار لم يكبر.. لم ينضج، حتى إن مطاعم كنتاكي استوحت إعلانها من نيمار فحصد المقطع ملايين المشاهدات والإعجاب.
يقول "جيم كالدر" أستاذ التمثيل في جامعة نيويورك: "إن نيمار فعل ما يفعله كل الممثلين المبتدئين.. بالغ في مشهد الألم؛ ما جعل المتابع يسخر منه بدل أن يتعاطف معه". بالنسبة لجيم كان أداء نيمار الملحمي في كأس العالم يستحق درجة "مقبول" بشرط أن يكون الفيلم صامتًا؛ لأن المبالغة في الأفلام الصامتة مقبولة وتزيد من طرافة المشهد.
نيمار لم يساهم فقط في خسارة البرازيل وخروجها المبكر، بل إنه شكك في قدرته كلاعب على قيادة أي فريق للبطولات. نيمار كان المرشح الأبرز لخلافة رونالدو في ريال مدريد، ولكن الميرينغي بدأ ينظر لهذه الصفقة بتوجس. قد يكون هازارد أو مبابي في وضع أفضل للجلوس على عرش نجومية الملكي.
سقوط نيمار المتكرر هو سقوط للكرة الفردية وغروب لشمس مهارة المراوغة؛ فكأس العالم الحالية أثبتت أن الفرق الجماعية فقط القادرة على مواصلة الانتصارات بثبات. أما الفرق التي تعتمد على المهارة الفردية والنجم الأوحد فقد غادرت بشكل غير مسبوق في تاريخ كرة القدم. خرجت الأرجنتين ونجمها ميسي بفوز وحيد وهدف يتيم، وكذلك غادر رونالدو في نفس اليوم ولحقه نيمار بعد أيام.
كرواتيا والسويد وروسيا وإنجلترا فرق جماعية لا تؤمن بالفردية؛ لذلك حققت أكثر مما كانت تحلم به قبل المونديال.
من يراهن اليوم على المهارة الفردية كمن يراهن على الأفلام الصامتة. فات الأوان وتخطت الناس ذاك الزمان، ولا فائدة من دعم المواهب التي لا تعرف إلا المراوغة والسقوط.
قبل ثلاثة أسابيع أعلن معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة مشروعًا لابتعاث ألف شاب للخارج. وهي فكرة رائعة إذا ما تم اختيار الشباب بشكل ذكي يتناسب مع مستجدات كرة القدم؛ فالبنية الجسمانية يجب أن تكون العامل الأول للاختيار. نحيل الجسم قصير القامة يجب ألا يكون له مكان في مشروع الابتعاث.
انتهت مرحلة التسحيب.. فهل تنتهي عقلية التسحيب؟