شبح بلاتر والأربعين حرامي
الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذي غرق في المال القطري حتى أذنيه، اليوم يريد أن يكافح جهة قامت بقرصنة قناة قطرية، هذا جيد، إذا فصلنا بين حقبتي رئاسته المخزية في عهد سيب بلاتر وعصابته جيروم فالكة وحياتو وابن همام وآخرين وبين عهد جياني إنفانتينو الذي ما زال يبلي بلاء حسنًا حتى الآن على الأقل.
“فيفا” يريد أن يضبط بيته ويحمي أعضاءه حسنًا، لكن لنبدأ بالتفتيش عن حسن النوايا في ذلك: ماذا عن المتورطين في قضايا رشوة جنائية واحتيال وسوء إدارة وتزوير مدانين من قبل النائب العام السويسري وهما رئيس الـ “بي إن سبورت” ناصر الخليفي وما أدراك من هو وما تمارسه قناته اليوم، والأمين العام السابق لـ”فيفا” فالكة عراب الفساد في “فيفا”، وتتعلق قضاياهما بمنح “فيفا” حقوق النقل في دول معينة لكأس العالم لعامي 2026 و2030م، أي أننا في الموضوع نفسه، وأيهما أولى بمبادرة الملاحقة والفصل في أمره!
وإذا كان من الطبيعي أن تتجاوب السعودية مع أي إجراء مطلوب التحقق منه لإرساء العدالة في أي شأن كان، ومن ذلك ترحيبها بقيام “فيفا” بتكليف محام سعودي لاتخاذ إجراءات قانونية لمكافحة قرصنة قناة تسمى شبكة “بي أوت كيو” التي تبث مباريات مونديال روسيا بشكل غير قانوني، فعلى “فيفا” أن يعلم أن السعودية سبقته رسميًّا إلى ذلك عبر وزارتها المختصة، ومن الضروري أن تسارع “فيفا” مشكورة إلى مخاطبة الدول الأخرى الموجود فيها القنوات المذكورة، وتبدأ بقطر تعزيزًا للمبدأ نفسه.
القريبون من بيت الكرة العالمي “فيفا” يعلمون كم نخر المال القطري في بنائه حتى انهار على رؤوس أصحابه، وكيف حيكت المؤامرة تلو الأخرى من أجل السيطرة عليه للتأثير في قراراته حتى نتج عن ذلك “أم المهازل” بمنحهم حق استضافة مونديال 2022م، وكيف تمت حماية هذا القرار مرات بالرشى وأخرى بالابتزاز، على الرغم من رفع الغطاء عن أسراره وتساقط ضحاياه واحد بعد الآخر، فلماذا “فيفا” ما زالت تدور في مربعها القديم وهل ما زال شبح بلاتر والأربعين حرامي يملأ هذا البيت حتى الآن؟!
الأمر ليس بذلك التعقيد فيما يخص موضوع علاقة السعودية بقرصنة “بي أوت كيو” وزارة الإعلام السعودية تعهدت لـ”فيفا” أنها ستنال حقوقها العادلة في المحاكم السعودية، على “فيفا” فقط أن تتقدم بمطالب مشروعة ومدعومة بأدلة موثقة على ذلك.. نحن نملك كل الوثائق والمستندات عن جرائم “بي إن سبورت” جروا شبكة الجزيرة ناهيك عن “الحيزبون” أمها بالصوت والصورة، ولا نحتاج إلى أن نتقدم لمن يعطينا حقوقنا أو يدافع عنا نحن أولى بها وأحق.