إنجلترا تطرد النحس.. عقدة المكسيك تتواصل.. ونيجيريا تفشل أمام التانجو المونديال الروسي..
مفاجآت وإحباطات مستمرة
في ظل توديع عدد من الأسماء الكبيرة لمونديال روسيا 2018 مبكراً، ووصول منتخبات أخرى إلى المراحل المتقدمة على نحو لم يخطر ببال، فضلاً عن المفاجآت المدوية التي شهدتها هذه النهائيات، كان من الصعب أن ينجح شخص في توقع هذا السيناريو الذي شهدته البطولة.
لكن، بالعودة إلى التاريخ ومحاولة قراءة المعطيات من زوايا مختلفة، ربما كان بالإمكان التنبؤ بما آلت إليه الأمور في روسيا، لذا سلط الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الضوء على عدد من السيناريوهات المفاجئة التي تكررت من جديد في نهائيات هذا الصيف، كما ألقى نظرة على منتخبين نجحا أخيراً في طرد سوء الحظ الذي لاحقهما طويلاً.
خروج ألمانيا المبكر لم يكن في الواقع سابقًا لأوانه على الإطلاق، إذا أخذنا في الحسبان السيناريوهات السابقة في التاريخ الحديث. فمنذ بداية الألفية الثالثة، لم يتمكن أي بطل عالم أوروبي من تجاوز مرحلة المجموعات في محاولته الأولى للدفاع عن لقبه.
ربما كان من المستحيل استيعاب ذلك قبل عشرين عاماً، بيد أن هذا السيناريو تكرر أربع مرات متتالية بالتمام والكمال: فقد كان الخروج المبكر من نصيب فرنسا “بعد فوزها باللقب في 1998” وإيطاليا “بعد تتويجها في 2006” وإسبانيا “بعد اعتلائها العرش العالمي في 2010” وألمانيا “حاملة الكأس في 2014”.
- شبح الأرجنتين
لا شك أن الأرجنتينيين كانوا ينظرون بعين الرضا إلى نتيجة القرعة التي وضعت منتخبهم ونيجيريا في المجموعة نفسها، فمنذ أول ظهور لهم في كأس العالم عام 1994، واجهت نيجيريا منتخب “التانجو” خمس مرات من أصل ست مشاركات، خسرتها جميعاً.والأدهى من ذلك أن كل تلك المباريات حُسمت لمصلحة الأرجنتين بفارق هدف واحد فقط. صحيح أن نيجيريا لم تتمكن من تجاوز مرحلة المجموعات منذ ظهورها الأول في 1994، بيد أن هزيمة هذا العام “2ـ1” حملت في طياتها جرعة إضافية من الألم المتكرر، إذ سجل ماركوس روخو هدف الفوز الأرجنتيني على نيجيريا للمرة الثانية على التوالي في كأس العالم.
- نهاية الفشل
صحيح أن الأمر كاد يتحول إلى عقدة نفسية لدى الكروات، خاصة بالنسبة إلى قائدي خط الوسط لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش، اللذين أهدرا ركلتيهما الترجيحيتين في هزيمة 2008 أمام تركيا، لكن أبناء البلقان تنفسوا الصعداء عندما تفوقوا على الدنمارك بالطريقة نفسها التي كانت قد أفسدت عليهم الحفلة في المرات السابقة.
حتى إن مودريتش بدا وكأنه وُلد من جديد بعد ذلك الفوز الدراماتيكي على ممثل إسكندينافيا، علماً بأن لاعب وسط ريال مدريد كان قد أضاع ركلة جزاء على بُعد ثوانٍ من نهاية الوقت الإضافي.
- البطولات الكبرى
فعندما تمكن إيريك داير من هز الشباك في الضربة الحاسمة وطرد النحس الذي ظل يطارد الإنجليز طويلاً، بدت علامات الارتياح واضحة على محيا المدرب جاريث ساوثجيت، الذي كان بدوره قد أهدر ركلة ترجيحية حاسمة في نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية عام 1996.
- معاناة متواصلة
كشف إقصاء البرازيل وأوروجواي من الدور ربع النهائي عن أن أوروبا ليست أرضاً خصبة لتربع أبناء أمريكا الجنوبية على العرش العالمي. فقد مرت 60 عاماً منذ آخر تتويج لمنتخب من أمريكا اللاتينية بكأس العالم في القارة العجوز..
- تعثر مكسيكي
بالنظر إلى سجل كتيبة الأزتيك في النسخ الأخيرة من كأس العالم، ترتسم للمراقبين صورة يمتزج فيها الفخر بالجنون. فمنذ تأهل التريكولور إلى نهائيات أمريكا 1994، لم تشهد البطولة سوى ست دول أخرى بسجل أطول من المشاركات المتتالية، علماً بأن روسيا 2018 شهدت الظهور السابع على التوالي لمنتخب المكسيك. ومع ذلك، فإن مغامرة التريكولور دائماً تنتهي عند هذا الحد. فقد استمر الإحباط نفسه على يد السيليساو هذا العام، إذ خسر عمالقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي بنتيجة 2ـ0 في سامارا، مما يعني أن حلمهم في خوض مباراة خامسة في المونديال سيبقى بعيد المنال لأربعة أعوام أخرى على الأقل.
- طرد النحس
تنفس الإنجليز عندما فازوا على كولومبيا في ثمن النهائي بركلات الترجيح، التي كانت سببًا في خروجهم ثلاث مرات من كأس العالم، علمًا بأن ركلات الحظ لم تبتسم لهم إلا في مناسبة وحيدة من أصل ست محاولات في البطولات الكبرى.
فعندما تمكن إيريك داير من هز الشباك في الضربة الحاسمة وطرد النحس الذي ظل يطارد الإنجليز طويلاً، بدت علامات الارتياح واضحة على محيا المدرب جاريث ساوثجيت، الذي كان بدوره قد أهدر ركلة ترجيحية حاسمة في نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية عام 1996.