من أجل حفظ تاريخ الدوري
الدوري السعودي لكرة القدم للأندية الممتازة بدأ عام 1976 "موسم 1396ـ1397هجري" بمشاركة ثمانية أندية تم تصنيفها بحسب ما انتهى إليه جدول ترتيب الدورة التصنيفية، التي لعبت الموسم الذي سبقه وأقيمت لهذا الغرض بمشاركة 16 ناديا وفاز ببطولتها النصر، حيث أصبح من الأول إلى الثامن أندية ممتازة، ومن التاسع حتى الأخير أندية درجة أولى. منذ ذلك الحين وحتى الموسم الذي نحن في انتظار انطلاقته بعد غد الخميس تغيرت تسميات الدوري، ودخلت على لوائحه الكثير من التعديلات، التي تتعلق بطريقة احتساب البطل والهابط إلى الدرجة الأدنى، وعدد المحترفين الأجانب، وقيمة الجوائز، وشكل التتويج، وأشياء أخرى ملموسة وأخرى غير ملموسة، إلا أن الثابت أنه بقي منذ أول مرة أقيم فيها، وحقق بطولته الهلال حتى اليوم دوري للأندية الممتازة.
42 نسخة دوري لعبتها الأندية الممتازة حصل الهلال خلالها على "15"، والاتحاد "8"، والنصر "7"، والشباب "6"، والأهلي "3"، والاتفاق "2"، والفتح "1"، لكن أظن أنه يجب علينا القول إن البطولات الأخرى جميعها قيمتها محفوظة، والفخر بتحقيقها حق مشروع لكل الأندية وجماهيرها، حتى تلك التي أقيمت على مستوى منطقة، أو نظمت لمواكبة مناسبة، أو جمعت بعض الأندية وديا، لا أرى أنه من المنطق ألا يتضمنها السجل البطولي بشرط الالتزام بإيضاح مسمّاها، لأنه بذلك من السهل معرفة درجة الأهمية، وعدم خلطها مع غيرها من البطولات بقصد أو غيره!
في مثل هذه الأيام التي تسبق انطلاقة الدوري من كل موسم كروي يحسن بنَا التعرف على تاريخ الدوري، ليس بالمرور على سجله البطولي فهذا أصبح من الصعب التلاعب فيه، لكن كسيرة تفصيلية لرجاله ونجومه الأوائل، لملاعبه، وأنظمته ولوائحه، لتنظيماته المتبعة في جدول مبارياته وضوابطه وتتويجه وجوائزه وأحداثه.
نحتاج إلى حفظ ذلك وتدوينه في قاعدة بيانات الدوري الذي يتجه إلى يوبيله الفضي بسرعة كبيرة وبتطور متسارع حتى لا يجد الآخرون بعد حين من يعيد أسطوانة ما جرى لمسابقات أخرى من تشويه وتنازع أدى إلى إيقاف مشاريع التوثيق والنظر إليها بريبة وشك، وشوه التاريخ الرياضي بتبني روايات غير دقيقة أو مفبركة، وجعل من يحاول تصحيحها أو يدعو إلى ذلك خصما أو عدوا يتم التحريض عليه واستهدافه!