نجاح الدوري أهم من اللقب
هل أتاحت أيام "فيفا" الفرصة للأندية في التموضع من جديد لتصبح الجولة الثانية الانطلاقة الحقيقية للدوري؟ وإذا كان كذلك فهل هذا سينطبق على المنصة الأهم في نقل إثارته وحماسته وتشويقه من خلال تجاوز ما شاب النقل التلفزيوني والجدولة والحضور الإعلامي والجماهيري من أخطاء وارتباك؟
المشروع الضخم الذي تم العمل عليه ليحقق الدوري أرقاما جديدة ومميزة في كل مكوناته، يستحق أن يصل إلى ذلك في جولاته المقبلة القريبة، ولا يمكن انتظاره كثيرا، وهي مهمة تستدعي من جميع أطرافه إظهار ما يبشر أننا نخطو في اتجاه الهدف، وأن الآليات والأدوات الضامنة حاضرة، ولا تحتاج في كل مرة لاستدعائها بتعديلات وقرارات جديدة مربكة أو تحرف السير تجاه تحققه.
مشروع دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين للأندية الممتازة بحجمه الكبير ومدخلاته الجديدة، قد لا يكون من السهل دوران عجلته إلا بما يتوافق معه في التنظيم الإداري والمالي والتقني والإعلامي والتسويقي، وهي مهمة شاقة يتحملها اتحاد الكرة ورابطة المحترفين وهيئة الرياضة كل ما يخصها، ومن حسن الطالع أن كل هذه الجهات أظهرت تناغما يجعل الدوري يتخطى كل العقبات، وهو ما لا يسمح بأي خطأ يمكن إصلاحه.
واذا كانت الجولة الأولى بدأت بسلاسة متجاوزة كل الصعاب التي كان بعضهم يخشاها على "دوري جديد" بكل المعطيات، وما كان يمكن أن يعرقله من أمور مالية ولوجستية على كل الأصعدة، فإن الجميع يحتاج إلى أن يتفهم أن الدوري في مرحلة تختلف عن سابقتها، وهذا يتطلب التعامل مع كل أحداثه بنفس القدر من الخصوصية التي تجعله يسير بثبات وصبر ووعي، ليكون الجميع مساعدا لاجتياز موسمه الأول في انتظار حصاده.
نجاح الدوري وتحقق أهدافه هو أبعد من أن يحققه ناد بعينه، طالما ساحة الميدان هي من سيحكم بذلك في نهاية التنافس، وهي مرتبطة بعمل كل ناد وقدرته على تحقيق ما يتمناه وإشكالات ذلك تخص أنصاره، أما الدوري كمنتج وإن كانت مسؤولية جهات التنظيم، لكنها تحتاج أيضا إلى مكونات المنتج المتمثلة في الأندية وجماهيرها، هؤلاء هم من يمثلون الرافعة الأقوى للوصول به إلى قمة النجاح، من خلال منح الثقة والتعاون المطلوبين في كل الأحوال والظروف.. حصول النادي على اللقب سيفرح جماهيره، لكن نجاح الدوري سيفرح الجميع.