تنظيم كأس آسيا 2023
لا يمكن أن ينسى الشعب السعودي بطولة كأس آسيا 84 التي حققها المنتخب في أول مشاركة له في البطولة القارية. ستبقى تلك البطولة عالقة في ذاكرة الزمن لأنها أعطتنا الثقة بأن منتخبنا قادر على تحقيق الإنجازات. وبعدها انطلقنا لآفاق لم نكن نحلم بها وتسيدنا أكبر قارات العالم لأكثر من عشرين عاماً وتأهلنا إلى كأس العالم خمس مرات وغيرها من الإنجازات التي ُبنيت على ما حققه جيل 84.
كنت أتمنى أن أرى بطولة كأس آسيا 2023 على الأراضي السعودية. كنت أتمنى أن تتقدم المملكة لاستضافة البطولة المحببة للشعب السعودي، ولكن الوقت “على ما يبدو” قد تأخر. بحثت عن آخر موعد لتقديم طلبات الاستضافة على موقع الاتحاد الآسيوي وفي الأخبار دون فائدة. لم أجد سوى أن كوريا الجنوبية والصين والهند تقدمت للاستضافة وأن التصويت على البلد الذي سيحتضن البطولة سيكون في اجتماع الكونجرس الآسيوي القادم نهاية شهر أكتوبر في ماليزيا. هذا يجب ألا يمنعنا عن المحاولة في استضافة كأس آسيا في المستقبل. كما يمكننا استضافة كأس العالم للشباب والناشئين وكذلك بطولات آسيا للمراحل السنية المختلفة.
اليوم نعيش مرحلة استثنائية لإعادة الأمجاد وإعادة المملكة كمركز مهم ليس في تحقيق البطولات فقط بل في تنظيمها أيضاً. فالدعم الذي تحظى به الرياضة السعودية من سمو ولي العهد يجعلنا نتفاءل بحراك رياضي في النتائج والتنظيم. تصوروا أن آخر بطولة كبرى نظمتها السعودية في كرة القدم كانت كأس القارات عام 1997.
قامت الهيئة العامة للرياضة باستضافة عدد كبير من البطولات الهامة خلال أقل من عام على تولي المستشار تركي آل الشيخ رئاسة المنظمة الرياضية، إذ استضافت بطولة العالم للشطرنج على كأس الملك سلمان التي شارك فيها 247 لاعباً ولاعبة من 90 دولة وحققت نجاحاً باهراً. كما نجحت الهيئة في تنظيم ماراثون الرياض الدولي وسباق الأبطال للسيارات ورويال رامبل وغيرها من البطولات التي أسعدت الشعب السعودي وأعادت المملكة إلى وضعها الطبيعي كدولة رائدة في تنظيم البطولات العالمية.
يجب ألا يكون جل تركيزنا في كرة القدم على المسابقات المحلية، بل يجب أن يكون لدينا الحماس والرغبة وبعد النظر للدخول في المنافسة على استضافة البطولات الكبرى، فطموح القيادة ودعمها لنا يجب أن نستغلهما بشكل إيجابي ونرفع سقف طموحنا ليلامس السماء.