فضاءٌ يتّسع.. وحياة تُفهَم!
ـ أجمل وأطيب وأروع، بل أغرب، إحساس يُمكن لكتابٍ إثارته فيك، هو شعورك بأنك كنتَ محبوسًا، وأنْ العالَم أغلق الأبواب عليك، لدرجة خُدِعْتَ معها فظننتَ، أو كدت تُخدَع فتظن، أنّ هذه هي حدود العالَم فعلًا!،
ـ ثم فجأة، وعَبْر صفحة، أو سطر، يُفتَح لك باب جديد، يكشف عن فضاء واسع لم تره من قبل، ولم يُحدّثك عنه أحد!. فضاء كان يمر في ظنونك دون مواظبة، وبتهويم لا يسمح بالوثوق به وملاحقته قبل لحظة القراءة تلك!.
ـ أحيانًا كثيرة، لا يكفي سطر لتصل إلى مثل هذا الخروج البهيّ. عشّاق الأسطر والمقتطفات السريعة يفوّتون على أنفسهم فُرَصًا عظيمة إذا ما اكتفوا بالمقولات البرّاقة، يسيرة الحفظ!.
ـ بإمكان مثل هذه المحفوظات السريعة أنْ تجعل منهم أسياد حديث في جلسة!. أحيانًا تجعل منهم كُتّابًا في الصحافة!، لكنها قليلًا ما تُسهم في فتح مثل تلك الأبواب الكاشفة عن اتساع الفضاء حقيقةً!.
ـ هيغل لديه عبارات برّاقة يمكن خطفها، لكن هذا لا يحدث مع فلاسفة آخرين، كانط مثلًا لا يمكن إلا قراءة كتبه كاملةً للخروج بفهم جديد، حقيقي، للحياة، أو لجزءٍ منها!. أفلاطون فُهم خطأً لكثرة ما تناثر قطفًا، ولكثرة ما قيل على لسانه ما لم يقله!. لكني أظن أنه ما مِنْ أحدٍ ظُلِم، وفُهِم خطأً في هذا المجال، مثل نيتشه!.
ـ الشِّعر هو الذي أسهم في صناعة مثل هذه الخديعة، والترويج لها!. أعظم قصيدة لا يُمكنها أن تكون غابة، حسْبها أنْ تكون وردة، ومداها الأقصى أن تكون حديقة!. من يريد الغابة عليه بالروايات!.