هل هو اتحاد جديد؟
اتحاد كرة القدم السعودي يبدأ عهدا جديدا، هذا يجب ألا يكون سببه تولي رئاسته ومجلس إدارته أسماء جديدة، بل سياسة عمل ورؤية وطموحات جديدة تتوافق مع ما تعيشه الرياضة السعودية، ولعبة كرة القدم خاصة.
قصي الفواز الذي تم تنصيبه بالتزكية، وقائمته التي اختارها، مطالَبون بتحديد نقطة البدء، التي تفصل بينهم وما مضى، لنتعرف على فلسفتهم الإدارية وطريقة تفكيرهم وتعاطيهم مع شؤون الاتحاد، بمعنى أننا لا نريد أن تختلط عليهم وعلينا ما هم سببه، وما وورثوه من الاتحادات السابقة، هذا لا يتعارض مع أسلوب إكمال ما تم البدء ببنائه متى كان سليمًا.
توسيع قاعدة ممارسي لعبة كرة القدم، أحد طموحات المجلس الجديد كما أعلن، والسؤال: كيف وكم ومتى؟ زيادة الممارسين تعني تهيئة الظروف المناسبة لزيادتهم، وهذه تدخل فيها نشر الملاعب والمعدين والمشرفين، و”كم” تحتاج إلى جسور التواصل مع مجاميع الصغار والشبان في المدارس والجامعات والأحياء، و”متى” إذ لابد أن يكون هناك جدول زمني يربط بالعدد المستهدف الوصول إليه.
إشارة الرئيس قُصي في مؤتمره الصحفي “أمس” إلى أن قرار بقاء السيد خَوَّان بيتزي مديرا فنيا للمنتخب الكروي الأول صائبا، يعني أن هذا الاتحاد يؤمن أن الاستقرار في الأجهزة الفنية هو أول خطوات التصحيح والتطوير، وأن المدير الفني متى كان مؤهلا فإن طول بقائه سيثمر عن صناعة منتخب يملك هوية فنية وشخصية تنافسية يمكن القياس عليها في معرفة ما يمكن أن يحققه، أو ما يحتاجه.
قول العضو الجديد الدكتور تركي العواد في المؤتمر ذاته، إن علاقة الأندية مع الاتحاد ستكون أكبر، أُفسرها أن هذا الاتحاد لن يغيب عن الأحداث، بل سيبادر إلى تحمل مسؤولياته كمظلة ومرجعية للأندية في كل ماله علاقة باللعبة وعناصرها ومسابقاتها، وما يصدر عن اللجان والرابطة، لأن الفترة الماضية اختفى فيها الاتحاد عن المشاركة في صناعة الحدث أو التأثير فيه بدرجة غير مقبولة.
وجود عنصرين نسائيين أعضاء في مجلس الإدارة هما أضواء العريفي ورهام العنيزان، والبريطاني درايفر رودجر، هذا يحدث للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد، ما يعني أنه مرشح لأن يغير الكثير مما ظل سائدا، وأن إعادة هيكلته الذي أُعدّ له برنامجا خاصا ستقدم لنا اتحادا مغايرا ومختلفا، لكن هذا كله لن يجعلنا نتخلى عن مراقبة كيف سيتم ذلك، ودرجة نجاحه وتوافقه مع كرة القدم التي نعرفها، وانعكاس ما يجري على مستوى الكرة السعودية ومسابقاتها.