ميسي.. رونالدو.. ومحمد صلاح!
ميسّي لا قدوة ولا منافس، لا يصلح لأي منهما!. إن اتخذته منافسًا فسُتحبَط!. يتحرك بما أسكنه الله فيه من موهبة ربّانية، لا يُمكن اكتسابها فيما يبدو، لا بتربية ولا بتعليم!، لا بفتوّة ولا بخبرة!، لا سبيل إلا لتخيّلها في حلم، الاستيقاظ يُنيمها ولا ينمّيها!.
ـ كريستيانو رونالدو يصلح قدوة، لكنه لا يصلح منافسًا!. منافسته أصعب ممّا يمكن تصوّره، وباستثناء ميسي الذي هو استثناء في كل شيء أصلًا!، فإن كل من نافس رونالدو خسر، هذا لاعب لا يرحم، الآخر معه لا يخسر الرهان فقط، بل قد يخسر نفسه أيضًا!. ذلك لأنه أُسْكِن بالغرور كله يوم فكّر بمنافسة لاعب مثله!. لكن كريستيانو قدوة، وهو خير من يصلح لها في الملاعب، يمكن الاقتداء به من حيث الاستماتة في التدريب، والرغبة في الإنجاز والسعي بكل ما أوتي المرء من طاقة إلى تحقيقه!.
ـ أظن أنّ كل لاعبي الدنيا يُحبّون ميسي أكثر، بما في ذلك المدافعون من الخصوم، أظنهم لولا الحياء، وربما الدهشة، لصفّقوا تحيةً لما يفعله بهم لحظة فعله!. ميسّي يوجِد الأعذار لغيره أو يلغيها بالهيلمان نفسه!. يقول المدافع: ". ولكنه ميسّي"، فلا يُلام!. ويقول المهاجم ولاعب الوسط: "ولكنني لست ميسي"، فلا يُكلّف ما لا يستطيع!. وهم لذلك يحبونه!.
ـ كريستيانو رونالدو هو الذي يضعهم جميعًا في مأزق، ويرميهم في غيابة جُبّ الملامات وفي مُنخَفَض العتب، والمساءلة!. لذلك يحترمونه ربما أكثر من صاحبه لكنهم يحبونه أقل!. دائمًا هناك إمكانية للوصول إلى مستواه أو إيقاف زحفه، لكنها تبقى دائمًا إمكانية نظريّة، مُعطّلة عن التطبيق!.
ـ لا أريد أن أكون قاسيًا على محمد صلاح، لاعب موهوب ومحبوب، وله في الملاعب صولات وجولات تُذكر فتُشكر.
لكنني أظن أن جزءًا من ارتباكه، يدور في فلك رغبته في منافسة رونالدو على شيء ما!. سبق لرونالدو أن ورّط كثيرين بمثل هذا الحلم صعب المنال، كل من توهّموا ذلك لنبوغهم في موسم أو موسمين، استيقظوا على حقيقة مروّعة!. الأمر يشبه أن يظن لاعب سباقات جري للحظة أنه متقدّم على "البطل الأسطوري"، ذلك لأنه يراه رؤية العين خلفه، وفجأة يكتشف أن ما رآه حقيقةً لكنها أكذب من الكذب!، فالبطل الأسطوري خلفه فعلًا، لكن لأنه متجاوزه بخمسة لفّات، بعشرة، أو أكثر في المضمار!.
ـ على محمد صلاح أن يتخذ من رونالدو قدوةً، لا منافسًا!. والسلام.