تويتر.. مناقشاته ومناغشاته!
ـ قبل سنوات، سألني باحث رأيي في تويتر، كانت مكالمة هاتفية سريعة، أذكر ردّي: تويتر ليس للمناقشات الطويلة ولا للحوار، هو "يا دُوبَكْ" لتقول رأيك وتترك للآخر يقول ما يشاء، وحتى هذه ليست مهمته الرئيسية، مهمّته: نقل المعلومة، وبالنسبة للمعلومة، نعم.. يمكن تأكيدها أو تكذيبها، أمّا أن يكون تويتر فاتحًا لتواصل حواري عميق ومهم ومفيد فهو لم يُصنع لهذا، ولا قدرة له عليه!.
ـ في أعماقي، كنتُ أتمنى ظهور ما يُخطّئ رأيي هذا، وأن يجعل منه ظنًّا خائبًا لا أكثر، غير أنني لم أجد بارقة أمل لمثل هذه الأمنية. قناعتي بما قلته سابقًا تزداد، وصار كل ما في مقدوري هو محاولة تحليل الأمر!.
ـ تويتر في أساسه: كتابة. كل ما عداها مرفقات إضافية، محشورة حشرًا فيه، والكتابة، أي كتابة، بطبيعتها حوار خفي، بين الإنسان ونفسه، بين الجملة وكاتبها، ثم بين الجملة وقارئها، لكنه أبدًا ليست بين الكاتب والقارئ بشكل مباشر، بل على العكس: حضور الكاتب والكتابة: إقصاء للقارئ، والأشد وضوحًا هو أن حضور القارئ والكتابة: إقصاء للكاتب!.
ـ هذا لا يعيب الكتابة، بل هو ميزتها الخارقة، الجملة وما أن تقرأها حتى تصبح منك لك، وبالتالي أنت تحاور ذاتك، فلا تحتاج لمماطلة ولا تشعر بنقصان فيما لو غيّرت رأيك ونظرتك للأشياء، بعكس الحوار المباشر بين اثنين أو أكثر، والذي قد يدخله الإنسان متمترسًا بمفاهيم يرى أنه من المعيب التنازل عنها!.
ـ أيضًا، الكتابة تقبل حكمك عليها، قبولها، رفضها، عدم إتمامها، تركها، دمجها، يتساوى في ذلك السطر الواحد وأضخم كتاب!. أطيب كتابة مثل أسوأ كتابة، في كل منهما الميزة ذاتها: أنت حر تمامًا، الفرق هو أن الكتابة الطيّبة تشعرك طوال الوقت أنها هي الأخرى حُرّة!. الكتابة السيّئة تخمّن شروطك وتقبلها سَلَفًا!.
ـ لا علاقة لضيق المساحة، وقِصَر الجملة، في الموضوع. هذه طبيعة في الكتابة، وسر الحروف العظيم!.
ـ ثم، تعال هنا!، لو كان هناك إمكانية لحوار ثري خصب فاعل ويسير بنا إلى الأمام، لما تفوّق تطبيق أو برنامج، على السيد "البالتوك" المأسوف على شبابه!.
ـ تغريدتك: علمك.
ردّك: تربيتك!.