نعمة المَرَض!
ـ مقولة طريفة يكررها ممثل، أكثر من مرّة، في فيلم كوميدي: “وهوّه الإنسان إيه غير شويّة حاجات فوق بعض”؟!. يبدو أنه كان مُحقًّا!.
ـ فيما لو طُلِبَ منّي تحديد “شويّة الحاجات” هذه، أكتفي بثلاث، الإنسان: صحّة وتفكير وإيمان!.
ـ قبل أيام، أُصبت بوعكة صحيّة بسيطة والحمد لله، تلبّك معوي حاد بعد وجبة “صحيّة!” في أحد المطاعم!. كُلُوا في بيوتكم يا أحبة ما يتوفر وما تشاؤون من خيرات الله وستجدونها بإذن الله صحيّة أكثر من أي وجبة “صحيّة” في مطعم!.
ـ الألم الذي شعرت به لا يُقارن، يكاد يكون لا شيء، إذا ما قُورِن بالوهن الذي أضناني ثلاثة أيام تقريبًا!. بالكاد أتحرّك، وبالكاد تثبت فكرة!. أسمع الآذان وأصلي في بيتي على كرسي. لكن أثناء الصلاة أشعر بحيويّة، الوهن نفسه يصير حنونًا مثل حضن أم!. بعد الصلاة فقط، ولفترة وجيزة أيضًا، تترابط الأفكار وتسترسل، بما يكفي لابتسامة راضية!.
ـ الموت عِظَة، نعم، لكنه لا يكشف حقيقة الإنسان لنفسه في هذه الدنيا، ذلك أنه لا يحدث لنا أبدًا!. إنه يحدث للآخرين فقط!، وحين يأتينا لا نكون موجودين في هذه الدنيا!، يتعظ غيرنا بموتنا!. الذي يكشف حقيقة الإنسان لنفسه، هو المرض، والمرض البسيط السهل تحديدًا!. ففي أثناء تواجد حضرة جنابه يعرف كلٌّ منّا مقامه!.
ـ المرض نعمة، قد يكون المرض الكبير ابتلاءً، والابتلاء نعمة، لكن المرض البسيط، العابر، نعمة كبرى من الله سبحانه، يعرّفك بنفسك، وهو بذلك يُقرِّبك إلى الله، تؤمن أو تزداد إيمانًا، احذروا فقط من الإيمان الذي يُغلق باب التفكير ويرمي بمفتاحه في مكان مجهول!. الإيمان تدبّر، يمنح مع المرض أفكارًا مُسليّة، ويمنح مع الصحّة أفكارًا خصبة!. متّعنا الله وإياكم بالإيمان والصحة والخيال القادر على الدمج والاستنتاج!.
ـ على “طاري” الاستنتاج، ومثلما بدأنا بقفشة من فيلم، نُنهي بقفشة من مسلسل، يطلب أحمد مكّي من أحدهم التوقف عن سرد الاقتراحات، واصفًا إياه: “إنتَ أساسًا ما عندكش في مخّك فَصّ الاستنتاج”!.