ماء وإيماء!
ـ في كل جَمال يُوجَد شيء ما، شيء نورانيّ، يستعصي علينا فهمه!. لدرجة أننا لا نستطيع حتى الإشارة إليه بشكل مُحدَّد!.
ـ يستوي في ذلك المنظر الطبيعي والعمل الفنّي الإبداعي. انبلاج الفجر، ضبح العاديات، رفيف برق أو حفيف غصن، رواية بديعة، موسيقى خصبة، قصيدة مذهلة، لوحة فنية ساحرة!. فيما يخص الإبداع الفني "الإنساني" يتجلّى مثل هذا الإحساس في الرسم والموسيقى على نحوٍ لا مثيل له!.
ـ لعلّ، هذا ما يجعل من القفشات الضاحكة والنُّكتة، ومن ألعاب السيرك، فنونًا أقلّ قيمة!. ذلك أننا عاجلًا أم آجلًا، نصل معها إلى نقطةٍ، لا يعود عندها ما يبقى مستعصيًا على الفهم!.
ـ لا ندري من أين تحضر الإيماءة، لكنها تحضر!. لكل جميل، وفي كل جميل: إيماءة!.
ـ الإيماءة بنت الماء أو خيالاته!. الماء ما لم يكن محبوسًا في حيِّزٍ ضيِّقٍ، مقبوضًا عليه في كأس، أو مُرَوَّضًا في حمّام سباحة، فإنّ مُشاهدته لا تُملّ!. والتأمّلات فيه، وعنده، لا نهايات لها!.
ـ الجميل يُومٍئ!. الإيماءة تسمح لنا بالاقتراب، لكنها لا تسمح لنا بالتجاوز!.
ـ لذلك، يمكن لعمل فنّي جميل واحد، استدراج كتابات نقديّة، وآراء فنيّة، بلا عدد، وإلى ما لا نهاية!. الجميل لا يُسْتَنْفَد!.
ـ الإيماءة، إيماءة الجميل، تفتح الشّهيّة للشّهيّة!. حيث لا غِلظة، ولا سَيْل بطيئًا!.
ـ والشّهيّة تفتح التخمين والتأمّل والظن والتّوهّم والحَدَس: خمسة أصابعٍ في كفّ الحُلم، نصافح بها الكون فيتَّسِع!.
ـ ومع ذلك، يظل في الجميل ما يُحزِن!. الجمال منّاح وَعْيٍ ونَعْيٍ!. كيف؟ لا أدري، لكنه كذلك. أُحسّه كذلك!.