نيوتن..
الأعقل الأجَنّ!
الكلام يجر بعضه بعضًا. الفنون والآداب تفعل ذلك أيضًا، غير أنه ما من شيء يجر بعضه بعضًا مثل العلوم!.
ـ لبيل برايسون كتاب ممتع على نحو عجائبي، سيل من المعلومات جارف، في صياغة أدبية رشيقة وماهرة، اسم الكتاب نفسه مجازفة، مغرورة، والعجب العجاب أنها أثمرت!. يبدو أنّ التواضع ليس سمة حسنة في كل الحالات!. اسم الكتاب: "موجز تاريخ كل شيء تقريبًا"!.
ـ بعض الكتب، الحديث عنها يشبه الحديث عن أغنية!، تفعل ما تفعل، لن تصل إلى شيء، حالة الافتتان يلزمها أن تسكت، وأن تترك الآخر مع الأغنية، لن يدخل فيها قبل أن يكون معها، وبمعزل عنك!، كتاب بيل برايسون من هذه النوعية، إنه أغنية!.
ـ العلم يمشي خطوة خطوة!، كل خطوة بقدم إنسان مختلف!، وحتى هذا القول لا يبدو دقيقًا، إذ إن هناك أقدامًا لم تمش سوى نصف أو ربع خطوة، تاركةً المجال لغيرها يكمل الخطوة نفسها!، بالرغم من ذلك، يتأكد لك أن الدنيا ما كان لها أن تتقدّم لولا هذه الحركة البسيطة من الخطوة الواحدة!.
ـ العلم يجر بعضه بعضًا، لدرجة تسمح لخمس أقدام أو أكثر برسم خطوة واحدة على الطريق، الذي لن يكون هو نفسه قبل مشيها!. عدد قليل جدًّا من أهل العلم، يتمكن أحدهم من القفز، أو المشي خطوات، مثل هذه الاستثناءات تغضب حين لا يستحضر المتحدث عنها اسم "نيوتن"!.
ـ نيوتن هذا عجيب غريب رهيب!. كان الأعقل والأجن!. مرّةً، أدخل مخرزًا في محجر عينه، فقط ليرى ما الذي سيحدث!. مرّةً، حدّق في الشمس طويلًا، قدر ما يستطيع التحمّل، ليعرف الأثر الذي يمكن لها أن تُحدثه!. الحماس والعقل لا يجلسان على طاولة واحدة لمدة طويلة!.
ـ وكان أنانيًّا!، هذا الذي فاضت الدنيا بمكارمه، كان أنانيًّا!. ضاقت به حدود الرياضيات التقليدية، فابتكر شكلًا جديدًا، هو ما يسمى اليوم بحساب التفاضل والتكامل، حصل من خلاله على نتائج عجيبة، كأنها سحر!، وقد خبّأ سرّه هذا عن البقية ثلاثين عامًا!.
ـ قريبًا من نيوتن، وبعيدًا عنه، يظل السؤال، الذي لم تحصل البشرية على إجابة قاطعة له بعد: أيهما أكثر أهميةً، وإدهاشًا: الحقيقة أم التفكير بها؟!.