نون التدوين هي ذاتها نون النسوة!
لو أراد الإنسان الحقيقة، الحقيقة فقط، لما بذر وسقى ورعى شيئًا من بذور الفن والأدب!.
ـ وما هي الحقيقة؟!، أقصد ما هي الحقيقة التي يُجمع عليها كل الناس، المؤمن منهم والكافر والما بين بين؟!، إنها الموت ولا شيء آخر!.
ـ لو أن الإنسانية سعت بحقّ إلى الحقيقة، لما وَسِعَ إنسان واحد خُلُوّ حديثه من الموت وعن الموت إلى أن يصل إليه تمامًا!.
ـ كراهية الإنسان لهذه الحقيقة ورفضه لها، ألجأهُ إلى حِيلة الفن والأدب، ذلك أنّ حتى التكاثر لم يحل له هذه المعضلة!.
ـ حيلة الفن فعلت وتفعل دائمًا، لذلك وُجِد ولذلك بقيَ ولذلك فقط سيستمر!.
ـ نون التدوين هي ذاتها نون النسوة مع ضخّ كميّة أكبر من الحلم بالخلود!. نون الفن كذلك!. يمكن القول أيضًا أنّ باء الأدب هي ذاتها باء الأب!، مع ضخّ ذات الكميّة من الحلم!. الأدب هو الأب في وسطه دال، لمخاتلة الحقيقة!.
ـ الفنون والآداب حصَلَتْ لأن الإنسان رغب حقًّا في غسيل الكذب!.
ـ رغب في الحصول على كذبة ملوّنة وليست بيضاء!.
ـ كذبة مدوّية ووحشيّة ذات أنياب ومخالب مضيئة، قادرة على أن تحل محل الحقيقة الخالصة المُجمع عليها من الغني والفقير والعالِم والجاهل والمؤمن والكافر!.
ـ كذبة إنْ هي لم تحل محل الحقيقة، فإن لديها على الأقل القُدرة على المُزاحَمة!. وكل أدب فخم، وكل فن جميل، إنما هو تأكيد لحقيقة هذه القُدرة!.
ـ ذلك لأنّ الكذبة يجب أنْ تظل كذبة، وأنْ تبقى كذلك، يكفي فقط أن تكون قدرتها حقيقيّة!.