صوت الحقيقة أنثويّ!
ـ “بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم: اختراع العزلة. بول أوستر. ترجمة أحمد العلي. دار أثر. الطبعة الأولى:
ـ انظر حولك:
فهو يستمتع مثلًا بتأييد الرأي المخالِف كي يُبقي على النقاش حيًّا. فإغاظة الناس تُبهج روحه!.
ـ حيّ ميّت:
يخلو من الشغف نحو أي شيء، أو أي شخص، أو أيّ فكرة. يعجز عن كشف نفسه تحت أي ظرف، أو أنه لا يرغب في ذلك، فقد تمكّن من الإبقاء على مسافة تفصله عن الحياة لكي يتجنّب الانغمار في جريانها، وسرعة أشيائها. فعلى الرغم من تناوله للطعام، وذهابه إلى العمل، واكتسابه لأصدقاء جدد، ولعبه للتنس، فإنه لم يكن حاضرًا في كل ما فعل!.
ـ لا أدب من غير طفولة:
فرويد: الطفل وهو يلعب يُحاكي الكاتب في عمليّة الكتابة،..، وسيكون خطأً فادحًا الظّنّ بأنّ الطفل لا يأخذ عالَمه هذا على محمل الجَدّ!.
ـ حول الأسلوب:
عليَّ أن أبتكر الطريق في كل خطوة؛ ما يعني أنني لن أطمئن أبدًا إلى مكاني!.
ـ البيت:
متى يتوقّف البيت عن كونه بيتًا؟!، أعندما تُقتلع أسقفه، أم عندما تُزال نوافذه، أم عندما تُهدم جدرانه؟!،..،.. لو لم يبق في البيت شيء واقف سوى الباب وحده، فإنّ كل ما عليك فعله هو أنْ تعبر من خلاله!.
ـ تجدّد بالكلمات:
لا يُتعب نفسه في البحث عن كلمات جديدة. نتج عن ذلك أنه صار سطحي الشخصيّة!.
ـ صوت الحقيقة أنثويّ:
لو كان هناك صوت للحقيقة، على افتراض أن هناك شيئًا اسمه الحقيقة، وعلى افتراض أن الحقيقة تستطيع الحديث، فلن يجيء ذاك الصوت إلا من فم امرأة!.
ـ دفن البياض:
.. كتبَ حتى دفن بالكلمات البياض كلّه!.
ـ الأفكار:
باسكال: فكرةٌ هربَتْ، كنتُ أحاول كتابتها، أمّا الآن فأحاول الكتابة عن هروبها!.
ـ المال:
لم يكن يحاول شراء السعادة، ولكنه كان ببساطة يحاول شراء غياب التعاسة!.
ـ الزمن الغريم:
علامات الزمن الغريم: التجاعيد في أوّل استهلالها، والذّقن السائر نحو التّرهّل، ولمحة الخيبة الماثلة في ماء العينين!.