الجزيرة وسعد وحسينوه «درب الزلق»!
ـ ما إن قبض الشقيقان على فلوس تثمين البيت، حتى راحت أحلام الربح تتهادى، اقترح سعد على حسينوه فتح مطعم "باجة"!، على شرط أن يتم فتح "مخبز" بجانب المطعم، والفكرة ألا يعرف أحد أن المخبز لهما أيضًا، بحيث يضطر الزبون إلى الشراء مرتين، مرة من المطعم ومرة من الخبّاز!: مشهد شهير في المسلسل الأشهر "درب الزلق"!.
ـ وُئِدَتْ فكرة المشروع، ليس لأن الفكرة نفسها لم تعجب حسينوه، فهو نصّاب أصلًا!، لكن لأنه احتار في كيفية كتابة كلمة "باجة"!، حرف الجيم لا يفي بالغرض، والنطق الصحيح يستلزم إضافة حرف جديد للعربية، هو تزاوج بين حرفين: الجيم والشين معًا!.
ـ الكوميديا في "درب الزلق"، تحوّلت إلى تراجيديا في قطر!. أخذ التنظيم القطري من الفوضى الكوميدية في المشهد النظرية والمنهج!، وتم إنتاج مسلسل قناة الجزيرة، الذي يقترب اليوم من حلقته الأخيرة، بعد أن أفسد ما أفسد، بعمليات نصب كان حسينوه، على ما يتمتّع به من نصب ومخاتلة، أطهر منها بكثير!.
ـ نعم، كُشِفتْ نوايا تنظيم سعد وحسينوه القطريين ومطعمهما، أقصد قناتهما، حتى وإن تم التخلص من ورطة حرف الجيم، رجع أصليًّا، في اسم القناة، يُنطق كما هو. قِلّة الأصل هذه المرة لم تكن في الاسم، كانت في المحتوى!.
ـ كُشِفت نوايا السوء لكن، ولنعترف، لا يزال بيننا من هو معجب بالأداء الذي يظنه مهنيًّا!، وفي أحاديث المجالس والاستراحات نقد لاذع ومطالبات بتطوير الأداء الإعلامي الخاص بنا، وهي عمومًا مطالبات على حق، ولكن!.
ـ قناة الجزيرة ليست إلا واجهة، ومَصَبّ لعشرات بل مئات المنابع الزائفة، والتي عملت عليها مضخة الإعلام القطري قُرابة الثلاثين سنة الماضية. والعمل الذي يتوهّم بعضنا أنه مهنيًّا أكثر، على الإقرار بخبثه، يتم بهذه الطريقة، المأخوذة بالضبط من فكرة مطعم "الباجة" والمخبز الذي "كنّه.. مو.. لنا"!.
ـ ربع قرن وأكثر، ومضخة تنظيم الحمدين تشتغل على شراء أسهم في صحف غربية، وتقديم تسهيلات مادية بسخاء مادي، يفوق التبذير والهدر، لصحف ومجلات وقنوات أجنبية أخرى!. ولأنّ الغرب عمومًا يسهل فيه تكوين جمعيات نفع عام، إذ يكفي وجود ثلاثة أشخاص أحيانًا لنَيْل التصريح، راح التنظيم يدعم كثيرًا من هذه الجمعيات شبه الوهمية، يوفّر لها المكاتب والرواتب وخدمات الضيوف وتكاليف الفعاليات، لا يهم نوع الجمعية ولا أهدافها، نظافة بيئة أو تشجير أو مناهضة لرمي النفايات المُحتمل في المريخ!، المهم أنه حين يحتاج مساعدتها في مظاهرة أو أي تجمّع يجدها في خانة الشّبّيك لبّيك!.
ـ جمعية نفع عام تدعو لمظاهرة أو ندوة وترفع شعارات معيّنة في شارع ما، يحدث ذلك "حقيقةً"!. يتم الإيعاز لصحف وقنوات مدعومة لتغطية الحدث، تتم التغطية فعلًا وتكون بذلك "واقعية"!. تُغطي الجزيرة الحدث وتنقل ردود فعل الخبر ناسبة إياه للصحيفة والقناة المدعومتين، فتكون بذلك ذات "مصداقية"!.
ـ على تنظيم الحمدين الإخواني، ألا ينسى: نهاية سعد وحسينوه كانت في ترقيع الأحذية وبيعها أجيرين عند خالهما. هذا ما فعله الخال، فما بالك بما يمكن لـ "العَمَام" فعله؟!.