2018-12-03 | 22:58 مقالات

الإنسان كائن تبريري!

مشاركة الخبر      

ـ يمكن للإنسان ألا يكون بربريًّا، أمّا ألا يكون تبريريًّا فهذا ما لا أظنه ممكنًا!.
ـ الإنسان كائن تبريري. ولفرط ما أظنّ هذا، يمكنني تخيّل الناس تبريرات ملوّنة لا نهائية تمشي في الشوارع والأسواق، وتجلس في المقاهي والمطاعم، تبريرات تركب السيارات، تذهب إلى العمل، وفي المساء تدخل بيوتها وتغلق الأبواب!. يمكنني عبر مزيد من التخيّل المتلصّص، رؤيتها في بيوتها، رغم الأبواب المغلقة بإحكام، وهي تمارس مزيدًا من التبريرات!.
ـ ليس الأمر سيئًا إلى الحد الذي توحي به كاريكاتيريّة التخيّل. يبدو أنّ الحياة بحاجة فعلًا إلى أوكسجين لتبقى وإلى تبريرات لتُعاش!.
ـ الخيِّر لديه تبريراته وكذلك مرتكب الخطيئة وفاعل الشّرّ!. يبدو لي أنّ القانون جاء ليحمي المغفّلين أصلًا!، ربما لا يحميهم أكثر من حمايته للنّابهين وأهل الفطنة، لكنه بالتأكيد رغب دائمًا في أن يكون حاميًا لهؤلاء المغفّلين من هؤلاء النابهين الفطنين!. فكرة القوانين هذه رائعة، وحمورابي أحد الذين يستحقون الشكر والتحية على طول الخط!.
ـ المشكلة ليست في التبريرات التابعة لما يعرقل أو يعترض أو يمنع الحقوق إذن، هذه محلولة أو في طريقها للحل دائمًا. المشكلة العويصة في العلاقات الإنسانيّة الودودة والساعية للمحبة والبناء، فبما أنها إنسانيّة فهي تبريريّة أيضًا!. وأكثر من يعاني من ذلك الأزواج الجدد، وبالذات الذين كانوا عُشّاقًا قبل الزواج!، وربما بقدر التّتيّم في بعضهما قبل الزواج تكون الورطة بعده!.
ـ الأعزب، حتى حين لا يكون عاشقًا، يزدري في داخله مشاكل المتزوجين!. يرى الأمور أبسط، والحياة أسهل، يستغرب لماذا كل هذه المشاجرات، ويرى تفاهة عجيبة في أسبابها، يُخيّل إليه معها أنه من المستحيل عليه الوقوع فيها، وأن تجاوزها أسهل من شرب الماء، ولعلّه مُحِق، هو ـ ومن مكانه في الغالب ـ محقّ فعلًا!، وما بالك به إن كان عاشقًا؟!.
ـ لا يدري هذا الأعزب العاشق، أنّ الزواج ليس زواج عاشقين فقط، لكنه زواج تبريرات بتبريرات!. يكتشف ذلك بعد الزواج، بدءًا من أيام شهر العسل ربما!.
ـ والتبريرات ليست عاشقة ولا معشوقة!. التبريرات استعماريّة!.
ـ ومع قليل من الحجج الواهية والذرائع التافهة، والمنطق الغاضب أو غير الجاهز للتسلية والموافقة والمواساة في كل لحظة، فإنّ أول ما يقفز من الشباك: السحر والفتنة!.
ـ سطر من رواية: "من الصعب على رجل مستاء ألّا يلوم غيره"!.