الاحتجاج في مواجهة السبت
القرار الذي سيصدره اتحاد الكرة بشأن احتجاج النصر على مشاركة لاعب الوحدة علي النمر، سواء برفضه أو قبوله، سيدخل على خط مواجهة الديربي العاصمي الذي يلعب السبت المقبل.
من مصلحة النصر أن يلعب المباراة على أن احتجاجه تم رفضه، وبالتالي بقي على رصيده النقطي السابق 25 نقطة”، وأيضًا على الهلال أن يلعبها باعتبار النصر كسب الاحتجاج، وتساوى معه في النقاط “28 نقطة”. هذا الأمر سيمكِّنهما من لعب مباراة مستقلة متكافئة الحسابات.
لو لعب النصر بنشوة انتزاع نقاط الوحدة التي خسرها في الملعب، سيكون وقع هزيمته من الهلال، لو حدثت، مضاعفة، وربما مفصلية في مشوار منافسته على اللقب، ولو عدَّ الهلال أن النصر، فيما لو خسر الاحتجاج، دخل في حالة معنوية ونفسية تمكِّنه من اصطياده، سيخسر أمامه ويعوِّضه نقاط الاحتجاج، ويمنحه أقوى دفعة للمضي قدمًا بثبات نحو الحصول على اللقب.
إذًا نحن أمام مطلبين متشابهين في الفكرة، يخصان النصر والهلال، بغرض عزل مباراتهما المهمة والمرتقبة عن ظرف خارجي، يتمثل في احتجاج نصراوي على مباراة سابقة. صحيح أن هذه المباراة ومثيلاتها محمَّلة في الأساس بكل أثقال الديربي، وإشكالاته التاريخية، لكنَّ فصل المباراة عن مؤثر لا يعوَّل عليه في تغيير مهم في سجل التنافس بينهما، أو ترتيب الجدول، مهمٌّ لدرجة الحرص عليه من الفريقين، وذلك بعدم اللعب على خلفية الاحتجاج، أو نتيجته أيًّا كانت، هذا من حيث المبدأ، فيما يمكن لكلٍّ منهما أن يضع حسابات مقلوبة إن قُبِلَ الاحتجاج، أو رُفض ليتخلص من تأثيراته.
الهلال سيلعب على ملعبه “محيط الرعب”، وهذا لن يفوت على غريمه النصر، الذي سيحرص أكثر على تسجيل علامة في تاريخهما لا تمحى. التعادل وحده قد يرضي الطرفين شكليًّا، لكنه سيكون في صالح الهلال ضمنيًّا، فالتعادل يعني استمرار الهلال في الصدارة، والتفويت على النصر تسجيل مكسب نقطي ومعنوي، بينما الفوز الهلالي سيحمل داخله انتصارات عدة.
إن لم يصدر بعد قرارٌ، يفصل في احتجاج النصر، فهذا غير مقبول من اتحاد الكرة، ولا مبرر لذلك، وسيسهم في ألَّا تأخذ مباراتهما القوة والزخم اللذين تستحقهما. النقاط الثلاث التي يبحث عنها النصر قانونيًّا، هي جولة من جولات المنافسة، تأجيلها يؤثر في عدالة التنافس، وأيضًا قرارها إن صدر يجب ألَّا يدخل في حسابات الفريقين خلال مواجهتهما المنتظرة.