أعشاب الواتس آب!
رسائل العلاج الواتسبيّة، مصيبة كبرى، ومرض، وليتها تُعدّ جريمة، ليت قانونًا يُسَنّ لها، يردع ويمنع، يلاحق ويُعاقب!.
ـ ما أكثر رسائل الواتساب قليلة النفع، لكني أظنّ أنّ الرسائل المنتفخة بوصفات الأعشاب الموجّهة “خبط لصق” لمعالجة الأمراض المستعصية، تعدّت مسألة قلّة النفع وغياب الفائدة إلى ما هو أخطر وأشد ضررًا، جريمة أو يا قربها من الجريمة!.
ـ النوايا الطيبة لا تكفي، ولا حتى غياب المنفعة الشخصية لدى المُرسِل!. في الغالب يكون الدافع كذلك: نوايا طيبة دون مصلحة شخصية خاصة، لكن ما فائدة ذلك طالما أنّ الضرر قائم!.
ـ وقانا الله وإياكم شر الأمراض الخبيثة والمستعصية وكل مرض، وأنعم على من امتُحِنوا فيها بالشفاء، لكن الإنسان ضعيف، وليس أضعف منه في المرض شيء ولا أحد!.
ـ الغريق يتعلّق بقشّة!. وما أنْ يقصر العلم عن الإحاطة حتى يلعب الوهم لعبته، شابكًا يديه بأيدي الزيف والكذب والجهل في دَبْكَة “غناء” ليس في “ع”ـها!، “نقطة” حياء!.
ـ ليس أسهل من التلاعب بمشاعر مريض شيء، والمصاب بالخبيث المستعصي من الأمراض، على استعداد أن يجرّب أي شيء وكل شيء، وهو حين تصل إليه مثل هذه الوصفات عبر رسائل هي في الغالب مُرسلة إليه من أحبابه ومعارفه، يتقبلها كهدية، زيارة أو صِلة رحم!. وهو في أضعف حالة يمكنه معها الإجابة عن سؤال: ولماذا لا أجرّب؟!. وما الذي يمكنه أن يحدث أكثر؟!.
ـ لن تتوقف هذه المحبة الفوضوية الجاهلة المميتة عن العبث بسبب مقالة!. لا بد من تدخّل حكومي، حاسم، ولكم يا سادة أن تسألوا المرضى والأطباء معًا، عن التدهور الذي أصاب كثير من المرضى، بسبب هذه الوصفات الطائشة!.