ابتعاد الهلال والنصر لا يعني مستحيل الأهلي
على مشارف انقضاء منافسات القسم الأول من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، حيث لم يتبق سوى جولة واحدة، ظهرت لأول مرة الملامح الحقيقية للتنافس على اللقب، ممثلة في ناديي الهلال والنصر.
كان لمباريات “الديربي” و”الكلاسيكو” دور بارز في الفصل بين المتنافسين منذ بداية أولى جولات الهلال والنصر والأهلي، وعلى أن الهلال والأهلي كسبا اثنتين من ثلاث، إلا أن الهلال استفاد من فوزه على الاتحاد والأهلي وتعادله مع النصر، عكس الأهلي الذي بالرغم من فوزه على الاتحاد والنصر، إلا أن خسارته من الهلال جاءت في وقت غير مناسب وأضرت به.
هذا عكس النصر الذي خسر أمام الأهلي وتعادل مع الهلال، حيث كان لتوقيت فوزه على الاتحاد دوره في أن يواصل اللحاق بالهلال بشكل جاد وثابت، وبالتالي فإن الفريقين الهلال والنصر ابتعدا بشكل مهم، وربما لا رجعة فيه في التنافس بينهما على الحصول على اللقب، إذا ما سارت جولات الدوري المقبلة على نفس إيقاعها، دون تغيير مهم أو غير محسوب.
اختلفت مواجهة الهلال والأهلي عن ما كان متوقعًا لها من حيث المضمون الفني، وشكل الأداء، وحتى المعدل التهديفي، فنيًّا شهدت تقلبات تبادل الفريقان صنعها، فمنذ بدء الأهلي بالتسجيل في وقت مبكّر نسبيًّا، إلى رد الهلال بالأربعة أهداف، حتى عودة الأهلي لمحاولة التدارك بتسجيله هدفين قلصا الفارق، لكنهما لم يكونا كافيين لنجاته من الخسارة.
مباراة الاتحاد والنصر لم تخرج عن المتوقع، فوز نصراوي مع محاولة اتحادية لكسب أي شيء، إن لم يكن نقاطًا فليكن ظهورًا جيدًا، لكن في الحالتين فإن النتيجتين أضعفتا فرص الأهلي في المنافسة، وإن كانت باقية لكنها غير متساوية مع الهلال والنصر، واستمرار الاتحاد في دائرة خطر الهبوط أو الصراع المخيف على البقاء.
ما زال هناك ما يقلق جمهور الهلال والنصر، برغم ابتعادهما عن الأهلي بفارق “11” نقطة مع الأول و”8” نقاط عن الثاني، لكنها تختلف ما بين توجس من أي تفريط غير محسوب، أو اختلال في منظومة الفريق على الصعيد العناصري والجهاز الفني، خلال فترة الانتقالات الشتوية، ولا أرى أفضل حل للأهلي إلا أن يلتزم لهدوء، ويتحلى بالصبر، دون التفريط في أي نقطة؛ فلربما يتحقق الصعب؛ لأنه ليس بالمستحيل.