الشتوية..
التغطية على الفشل!
فترة الانتقالات الثانية “الشتوية” للمحترفين بالنسبة إلى الأندية السعودية المتنافسة في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، يفترض بها في الموسم الجاري أن تكون أقل من مثيلاتها في المواسم الماضية، لأسباب عدة مهمة.
في الموسم الجاري، وبدعم حكومي، تعاقدت الأندية الـ 16 مع 127 لاعبًا غير سعودي، بعد أن سمح اتحاد الكرة لكل نادٍ بالتعاقد مع ثمانية لاعبين، ووفرت هيئة الرياضة الأموال اللازمة، وتركت الاختيار للأندية، ما يعني أن كل نادٍ أبرم عقوده الأعلى قيمة مالية في تاريخه، وأتاح له عدد الثمانية فرصة سد كافة احتياجاته من المراكز.
إذا لم يحالف التوفيق بعض الأندية في نوعية عدد من اللاعبين، فإن أندية أخرى وُفِّقت وبدرجة كبيرة، وإذا ظهرت حاجة أندية إلى لاعبين غير أولئك الذين تم الاتفاق على أنهم الأنسب، فإن ذلك لا يشمل جميع الأندية، كذلك الحال إذا تغيَّرت أهداف بعض الأندية بمقتضى مستجدات لم تكن على البال، فإن أغلب الأندية ما زالت ثابتة في نظرتها لما تريد أن تحققه في الموسم الجاري.
هذه الحيثيات تعني أن الفتره الشتوية لا تستلزم أكثر من 20 في المئة من التعديل والتبديل، وأن المنطق يفترض أن تعزز الأندية من قوة محترفيها بزيادة المردود اللياقي والبدني والانسجام ومعالجة الأخطاء، والرفع من الحالة المعنوية والنفسية.
الغريب أن الإعلان عن رغبة تغيير اللاعبين في “الشتوية” بدأ عند بعض الأندية في الجولات الأولى من الدوري، وأن كثيرًا من الجمهور والإعلاميين شارك في التمهيد والتسويق لذلك، فإذا كان القسم الأول قد شهد سقوط أكثر من نصف المدربين الذين أشرفوا على تحضيرات هذه الأندية، وساهموا، إن لم يكونوا قد انفردوا، في اختيار المحترفين، فمَن يا ترى سيختار القادمين ويضمنهم لنا.
الهلال والنصر يتنافسان على اللقب، فهل هما في حاجة إلى تغيير محسوس في خريطة الفريق من المحليين والأجانب؟ وماذا يمكن للتغيير أن يضيف؟ ولن أفتح قوسًا لما يمكن أن يفسد. الأهلي الأقرب إلى متابعة الهلال والنصر، وربما منافستهما، فهل هو في حاجة إلى إعادة البناء من جديد؟ أندية الوسط ماذا يمكن أن يحقق لها أي تغيير، وقد ثبَّتت نفسها في منطقة الدفء؟ وماذا عسى للأقرب إلى الهبوط أن يتفادى من ورطته التي لن يُخرجه منها إبعاد أو استقدام لاعب؟ في اعتقادي أن القصة انتهت، ومَن كان ينتظر “الشتوية”، كان يحاول الهرب إلى الأمام والتغطية على الفشل أكثر وقت ممكن!