لا تساعدوا الهلال على منافسيه
آخر تقليعات الصراع بين الأندية المتنافسة في دوري المحترفين السعودي السؤال الاستنكاري: "لماذا تم احتساب عشر ضربات جزاء للهلال؟ ومتى يمكن لنادينا أن يمنحه الحكام ضربات جزاء؟" وتصاعدت حالة المطاردة خارج الملعب إلى "لماذا يسجل الهلال هدفه في الدقيقة السادسة المحتسبة بدل وقت ضائع؟"، أو ما أسماه رئيس نادي التعاون "هدف الشوط الثالث"!
في الحوارات الساخنة، أو المنفلتة بين جماهير الأندية، يمكن الحديث بهذه اللغة وأكثر، بينما لا يليق أن تكون في ندوة تلفزيونية، أو منصة إعلامية أخرى، لسبب بسيط وهو أن الرأي المسؤول يحتاج إلى أن يستند إلى معلومة ثابتة، وليس إلى عاطفة ملتهبة، أو هروب للأمام.
ولأن ضربات الجزاء "مثلا"، ضمن قانون اللعبة بشروط احتسابها، ولأن الحكم هو الميقاتي الوحيد، ولأنه أو مساعديه ومنهم تقنية الفيديو، هم أصحاب القرار، فما الذي يضير أن مدد زمن المباراة كيف ما يرى أو احتسب ضربات جزاء عشرة، أو عشرين لأي نادٍ؟
وهل لو لم تحتسب جميعها، أو بعضها سيكون ذلك عدلاً؟ وكذا لو لم تتدخل تقنية الفيديو في مساعدة الحكم على اتخاذ القرار الصحيح، سواء بما يتوافق مع قراره، أو يخالفه وله بعد ذلك الأمر، ألا يعد ذلك خللاً في ميزان العدالة؟ ولماذا ترتفع أسهم الحكم أو تقنية الفيديو، عندما لا تكون قراراتها في صالح الهلال؟ والسؤال الأهم: هل المقصود إيقاف منافسة الهلال أم الإساءة إليه؟
الهلال حصل على لقب بطولة الدوري 15 مرة، بمعنى أنها مرت عليه حالات مشابهة لما يمر به هذا الموسم، لكنه لم يتوقف، ولن يتوقف عن المنافسة على الحصول عليها مرات أخرى، ومن ذلك فإن ما يفعله بعضهم يضر بشكل كبير الأندية التي تنافس الهلال ولا يفيدها، خاصة أن هذه الأندية تعلم يقينًا ماذا يدور بينها وبينه داخل أرض الملعب، وأن ما يقال بعد المباريات ما هو إلا سهرة "تسالٍ" يجمع فيها المتحدثون من على المقاعد المريحة المؤيدين والريالات!
من الممكن عدم الالتفات إلى كل هذه "الهذرة"، على اعتبار أنها لن تتغير، أو تتبدل، طالما أن بعضهم يرى فيها وجوده، الذي يتكسب منه، لكن في ذلك خطرًا على الأندية الأخرى، حين يحتمي بعض مسؤوليها ولاعبيها، عند فشلهم بمثل هذا الطرح، وبالتالي يسير في أثرها بعض جماهير، سلمت نفسها رهينة لخيالات، وظنون بدلاً من معايشة الواقع، وإخضاع مجرياته وأحداثه للمنطق والعقل.