لن تقرأ الكتاب نفسه مرّتين!
ـ لأنه ليس هناك كتابين يمكن قراءتهما بالطريقة نفسها حرفيًّا!، بما في ذلك الكتاب الواحد حين تقرأه مرّتين!، فإنه ليست هناك طريقة مُفصّلة على مقاس الجميع للقراءة!.
ـ كل كتاب له خصوصيّته في القراءة. كل كتاب كون منعزل، مهما بدا أمر الاتصال مع الأكوان الأخرى حاضرًا وحقيقيًّا!. مثلما أنّ لك في كل مرّة ومع كل كتاب بصمة قرائية لا تتكرر وإن تشابهت مع سابقاتها كثيرًا!.
ـ ربما صحّت مقولة هرقليطس: لا يخطو رجل في نفس النهر مرتين أبدًا!، على الكتاب أكثر من صحتها على النهر، وعلى رأسك أكثر من صحّتها على قدمك!.
ـ الأليف اللطيف هو أن الكتاب يعطيك نفسه!، يعدك أنه سيقول لك كل ما عنده وما فيه، والأكثر لطافةً ورهافةً أنه يفي بوعده قبل أن تبدأ الرحلة!، فأنت وبمجرد رؤيتك له بين ورقتين سميكتين هما الغلاف، تتيقن أنه بإمكانك فيما لو شاركته الرحلة أخذ كل ما لديه!. فليس بمقدوره إلا أن يكشف لك عن كل ما عنده!.
ـ وسواءً كان هذا الذي عنده قليلًا أو كثيرًا، جميلًا أو رديئًا، رفيعًا أو مُنحطًّا، شهيًّا أو دَفِرًا، فإن هذا هو بالضبط كل ما عنده فعلًا، وهو لك تأخذ منه ما تشاء وتهجر ما تشاء!.
ـ ومثلما أنه لكل أمر أخلاقياته وحقوقه وواجباته وأعرافه وطرائقه، فللقراءة كل هذه الأمور وأكثر، الفرق أنّ هذه الأمور في القراءة على وجودها، وسهولة الاستدلال عليها بالعقل والحِس، إلا أنها ليست قوانين!.
ـ ليست مكتوبة كقوانين، فإن كُتِبت كقوانين فعلى سبيل المجاز!. ذلك أن القوانين المكتوبة تُلزم بحساب ومعاقبة، وليس على القارئ أن يخشى ملاحقة قانونية بسبب طريقته في القراءة ومسلكه فيها!.
ـ ولأن الكتاب يحفظ سر القارئ، أكثر من حفظ نجوم الليل لأسرار العشّاق، فهي فرصة لأن تعطيه كل ما عندك أيضًا: تتداخلان، كلّك بكلّه!، يقول وتقول، تعطي ويعطي،.. تتكاثران!. "افهمها يا أخي.. تعبت.. وأنا أدوّر لها عن صيغة تصلح للنشر"!