ما أحب.. ليس الأفضل بالضرورة!
ـ كان الصديق عبدالله الحمود الرشيد، مشغولًا بالروايات. طلب من متابعيه تحديد أفضل مئة رواية، وخصّني بذلك، رحت أتذكّر: مدام بوفاري، آنا كارينينا، الجبل السحري، المثقفون، حب في زمن الكوليرا، زوربا اليوناني، المسيح يُصلب مرّتين، الحياة في عالم آخر، وفجأة توقّفت!.
ـ التفضيل مسألة مُخادِعة!. عنوان كتاب نبّهني لخطورة، وخطأ، ما أقوم به. حوارات أدبيّة شيّقة ومهمة مع مجموعة من الأدباء، بعد أن يحدد كل واحدٍ منهم خمس روايات يحب ويقبل الحديث عنها، اسم الكتاب: "الروايات التي أُحب"!.
ـ أنقذني العنوان، والكتاب فيما بعد، من غرور التفضيل!. من أنا حتى أحكم؟!. الحكم جزء من تصوّر، والتصوّر هنا يُلزم بأن أكون قد قرأت كل روايات الدنيا!.
ـ لا أقدر على عزل الروايات المُحببة بالنسبة لي عن كتب أخرى، كتب في الفلسفة والنقد والمنطق والاجتماع والموسيقى والرسم والتصوير والشعر والأديان وغيرها!.
ـ الأمر الآخر المُهم، والمتداخل، كان بخصوص تجربتي القرائية الخاصة: سيرة القارئ!.
ـ باجتماع الأمور الثلاثة: الحب، سقوط الكتب على الكتب، والسيرة القرائية الخاصة، يتغيّر المشهد تمامًا!.
ـ أشعر بواجب الامتنان لكثيرين، لعلي الجارم مثلًا، حيث "هاتف من الأندلس" أول رواية قرأتها في حياتي!. أستعيد الآن فرحي وطربي بها، يروح الأمر لحميمية أكثر، فأتذكر قصة أطفال بعنوان "فرفر الحيران"، أظن أن هذا هو اسمها، وقد أسهمتْ بشكل لا يمكنني نسيانه في محبتي للقصص!.
ـ قائمتي ستضم أيضًا رائعة ابن طفيل "حي بن يقظان"، العمل الوحيد المتبقي لنا منه، وأعتبره أول عمل روائي عربي، راجيًا إعادة تصنيفه، فقد أُلِّف قبل زمن الرواية العربية بكثير، وكل ذنبه في أسبقيته، وهذا مُعيب!.
ـ الأكيد أنني لستُ القارئ نفسه الذي كنت قبل قراءتي لألبرتو مانغويل، وتحديدًا لستُ قارئ الروايات نفسه الذي كان قبل قراءة رولان بارت!.
ـ لا أقدر على الفصل والعزل، ذلك لأنني على يقين أنني قد أُغيّر كثيرًا من قناعاتي، وتفضيلاتي، وأنه مثلًا، لن تكون "مدام بوفاري" و"آنا كارينينا" الروايتين الأعظم لولا إضاءات رولان بارت عن الفن الروائي!.