رسالتي
لاتحاد الكرة
حتى أول مشاركة جديدة للمنتخب السعودي، يمكن للقائمين على شؤونه في اتحاد الكرة، عمل أشياء كثيرة، لكن بعد تقييم المشاركات السابقة، وتحديد أهداف المرحلة المقبلة. هذه مسألة إدارية بديهية وسيفعلها الاتحاد، الأهمية في كيف سيتم ذلك، بأي القدرات والأفكار والأدوات؟
اتحاد الكرة مطالب هذه المرة بتوسيع دائرة المعالجة، بحيث تشمل الكرة السعودية، تشخيص واقعها ورسم مستقبلها، وهذا يعني النظر في كل المدخلات التي تبدأ بالحواضن المتمثلة في بيئة اللعبة، الأندية والعناصر والتدريب والحكام والمسابقات والملاعب والإدارة.
نحتاج إلى إعادة إطلاق جديدة للكرة السعودية، إلى نموذج وفلسفة تطويرية، لا إلى جراحة تضميد، فكرة إيجاد نموذج يحاكي المستقبل، وأهداف لها برامج وزمن، ليس بالأمر اليسير، لكنه أمر لا مفر منه، الرؤية التي تراعي أفضل الممكن، هي نتيجة لاختيارات سليمة للكفاءات التي يعهد لها صنع النموذج، مع توفير الظروف المناسبة لتحقيقها، بأعلى نسبة من النجاح.
الاتحادات الوطنية المهتمة بتطوير الكرة في بلدانها، تفعل ذلك الشيء، وقدرة الوصول للنتيجة المرجوة تتباين، هناك من ينجح، ومن يصل إلى أفضل الممكن، وأخرى تفشل، المسألة تعتمد على قدرة دراسة الحالة، ومعرفة الواجب القيام به، وتوفر الأدوات اللازمة، والانضباط في التنفيذ.
الكرة السعودية عريقة، ولها تاريخ مليء بالإنجازات، وتتوافر على معظم فرص النجاح، وما يعيبها الركون للتجاذبات، والأهواء التي لا تؤمن بالمشروع الرياضي الوطني، بل طغيان العاطفة، وتقديم المحاسبة على المساندة، هذا الأمر دائمًا يضع المسؤول في حرج، وارتباك، يبقياه في دائرة ضيقة، ويسدان أمامه أفق التفكير في التغيير الذي يصنع الفارق، بين الواقع وما يتصوره بعضهم، بالصعب أو المستحيل.
نحتاج إلى تحرك شجاع من اتحاد الكرة، يفاجئ به الجميع، مشروع جديد وجاد، برنامج “عمل وزمن” غير مسبوق، لا يضع في حسبانه ردود أفعال، استهدف تغيير وجه الكرة السعودية، من خلال مكوناتها الرئيسة جميعها، يختلف عن كل الحلول التي كانت تحضر عند أي إخفاق، أو حتى إنجاز، يترك جانبًا كل قراءتنا الفنية الظرفية، أو العاطفية عن أسباب تراجع نتائج المنتخب، وشح المواهب، وضعف الحكم السعودي، ورداءة الاحتراف، وعدالة المنافسة.
كل هذه أعراض ستختفي تدريجيًّا إذا حددنا المرض، وأوجدنا العلاج، ليس لنكون أفضل العالم، ولكن لنصل إلى أفضل ما يمكن لنا أن نصل إليه.. هذه رسالتي لاتحاد الكرة، وليس لأحد غيره.