حتى لا يتحول الجميع إلى روبوتات
في نادٍ إنجليزي، درجة سابعة، "وينجيت آند فينشلي"، يتم وضع المدير الفني في صندوق، ثم يقوم أحد أعضاء الجهاز الفني باصطحابه إلى التدريبات، وغرف خلع الملابس، ليقوم باختيار اللاعبين وتقييم حالاتهم!
صحيفة الديلي ميل الإنجليزية، نقلت عن مدير هذا النادي، ديف نورمان: "قررنا اتخاذ هذه الخطوة في محاولة لإثارة اهتمام الشباب بالعلوم، والتكنولوجيا والهندسة، حيث سيقوم المدرب الروبوت بكل ما يقوم به المدرب البشري، ونأمل أن يساعدنا على الفوز في المباريات المقبلة".
هذا الخبر، الذي نقله موقع "اليوم السابع"، يذكر أن المدير الفني "الروبوت"، يقوم بوضع التشكيلة، وإجراء التغييرات أثناء المباراة دون تدخل بشري في اختياراته، "كما يتم في ألعاب الفيديو". واللافت أنه تم إنجاز المشروع خلال أسابيع قليلة فقط "كما في الخبر"، حيث تمكَّن خلالها فريق من العلماء من تطوير نظام ذكاء اصطناعي، يمكنه التفاعل مع اللاعبين، وتقديم المساعدات التكتيكية بمرونة خلال المباراة!
المدرب "الروبوت" موجود في عالمنا منذ القدم، وليس اكتشافًا جديدًا ولا يثير الاستغراب، حيث اعتادت الأندية على جلب مدربين "بشر"، يمكن حشو رؤوسهم بتعليمات فنية، واختيارات لعناصر محددة، ليلعب بها الفريق، مع امتيازات أخرى لا توجد في "الروبوت"، وهو التدخل في إجراء التغييرات أثناء سير المباراة، واستعداء آخرين لا ترغب فيهم الإدارة، أو أحد المتنفذين في النادي لأسباب مختلفة، أو يغار أحدهم من نجوميته.
هناك فرق بين اختيارات المدرب التي تعتمد على منهجيته، والطريقة، والخطة التي يرى أنها الأفضل، وقد تكون مبنية على مدرسته التدريبية، وخبراته، وبين الأداء الوظيفي الذي يتوافق مع شخصيته ومزاجيته، أو أغراضه الشخصية التي يراعي فيها أشياء أخرى تضمن بقاءه، ومعرفتنا أيًّا من الحالين هو عليه، تخضع لقراءتنا الخاصة التي قد تصيب وتخطئ، ومن هنا يأتي دور القائمين على شؤون اللعبة في النادي.
أرى في الغالب أن الحكم على المدرب، يأتي من داخل منظومة العمل في النادي، ويبدأ من اختيارهم ومعرفتهم بفلسفته التدريبية ومنهجه، ومدى ملاءمتها الفريق، والقدرة على تحقيق الأهداف، وحجم تحقيق مطالبه، والصلاحية الممنوحة له، ثم مراقبة العمل، ونقاش وتدارس العمل ونتائجه... تداخل الأطراف الأخرى من جماهير وإعلام، يجب ألا يتجاوز سماعه، والتقاط المناسب منه لا أكثر، حتى لا يتحول المدرب والإدارة إلى روبوتات!