ما بقي
أهم وأصعب
كثيرٌ من الإشارات، أرسلتها نتائج مباريات الجولة الثامنة عشرة من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، وهي تختلف عن سابقتها بحكم أن جولتين تفصلنا عن انقضاء ثلثي الدوري، والمقبل لكل الفرق أصعب مما مضى.
الهلال عاد إلى توسيع الفارق، ست نقاط مع أقرب منافسيه "النصر"، وتسع مع صاحب الترتيب الثالث "الشباب"، وعشر مع الرابع "الأهلي"، والفريقان الموجودان في مؤخرة الترتيب "أحد، والاتحاد"، حصد كل واحد منهما ثلاث نقاط، ليبدآ للمرة الأولى الاقتراب من فرق "الفيحاء، والباطن، والحزم"، التي تشارك الفريقين هاجس الهبوط، في حين تقلَّصت آمال "الوحدة، والفيصلي، والاتفاق" في تحقيق مركز متقدم.
الجولتان المقبلتان، اللتان ستُتمَّان ثلثي الدوري "20 جولة"، حاسمتان على صعيد المنافسة على اللقب، حيث سيلتقي في الجولة العشرين "الأهلي والنصر" بعد أن يلعبا أمام "الحزم، والقادسية"، فيما يلاقي الهلال خلال هاتين الجولتين "الباطن والقادسية"، وفي ذلك مسألتان، هما أن الأهلي والنصر لا يمكن لهما التفريط بنقاط الأولى، لكنَّ الثانية حينما يتواجهان فيها، ستُلعب إجباريًّا لصالح الهلال، بشرط ضمانه نقاط الباطن، والقادسية.
الاتحاد سيفتح طريق السلامة أمامه إذا هزم التعاون السبت المقبل، وإذا ما حدث ذلك، فقد يتحرك للمرة الأولى إلى المركز الرابع عشر بـ "16 نقطة"، على أن يخسر الفيحاء مواجهة الاتفاق اليوم في المجمعة، وسيكون لنتيجة الحزم مع الأهلي اليوم، والباطن مع الهلال غدًا، دور مهم في ترتيب أوراق صراع البقاء، وضمان أن تكون فرق الرائد، والفتح، والفيصلي، والقادسية، والاتفاق، والوحدة، قد وضعت نفسها في منطقة الأمان.
الجولات الـ 12 المتبقية من عمر الدوري، ستكون أربعٌ منها منعطفًا، والأربع الأخرى قمةً، إذ ستسمح ببقاء الأفضل على سفحها، وتدفع في جولاتها الأربع الأخيرة البقية عبر منحدرها إلى أسفل الترتيب. هي أصعب بكثير مما مضى من جولات، ففيها سيلتقي المتنافسون على اللقب جميعًا، وسترمي الأندية المهددة بالهبوط بكافة أوراقها، وستتفنن فرق الوسط في التحكم بموسيقى كراسي المقدمة والمؤخرة.
مباريات الجولة الماضية فتحت العيون على القيمة الفنية الحقيقية لعناصر فرق المقدمة، مَن منهم يملك أسلوب لعب، ومفاتيح فوز، ودكة بدلاء، سيكون أكثر وضوحًا في جولات حسم الصراع على أرض الميدان، وليس على منصات الإعلام وكراسي الكلام.