تحدى الإعاقة وحصد التكريم من مختلف الدول العربية

دراجة تكسر عزلة المزرع

الدمام ـ حسـام النصر

استلهم جاسم المزرع، الشاب السعودي القاطن في المنطقة الشرقية، قصة نجاح الأسترالي نيك فيوتتش المحاضر الدولي الشهير المولود دون أطراف، حتى يتمكَّن من ممارسة حياته الطبيعية، وعدم الاستسلام لمرض شلل الأطفال الذي تعرض له عندما كان في الثالثة من العمر.
وفي حين فقد المزرع ملكة المشي مبكرًا، اكتشف في نفسه لاحقًا عدة ملكات أخرى كسر من خلالها عزلة كانت تتأهب لبسط فكّيها عليه في مقتبل العمر.
في البداية اجتذبت السيارات المزرع أثناء صباه، متخذًا من تفكيك أجزاء محركاتها وإعادة ترميمها لتبدو وكأنها خارجة للتو من المصنع، هوايةً له.
وعلى الرغم من صعوبة الأمر عليه في البداية، إلا أنه برع فيها مستندًا إلى إرادة صلبة وعزيمة قوية، لم تمنعاه من الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية.
وفي عام 2009 انتقل المزرع إلى هواية قيادة الدراجات النارية، بعد أن شاهد نماذج لأشخاص آخرين يشاركونه المرض نفسه وتستهويهم الهواية ذاتها.
يوضح لـ “الرياضية” المزرع أن تلك الهواية كان لها دور كبير في تشكيل شخصيته وإقباله على الحياة، مشيرًا إلى أنه يقتني حاليًا دراجة نارية من نوع هوندا، طراز “جولدن ون” طاف بها الكثير من البلدان العربية مثل لبنان والأردن والكويت والبحرين، مشاركًا في مناسبات مختلفة تخص متحدي الإعاقة.
ونال الشاب السعودي التكريم من تلك الدول، ليس فقط نظير تحديه الإعاقة وتوجيهه رسالة واضحة في الإصرار، وإنما كذلك بسبب نبوغه في هواية قيادة الدراجات النارية المعدّلة، وإحرازه العديد من الجوائز ضمن “فريق الخليج للدراجات النارية”.