زوران وفيتوريا بعيدان عن اللقب
تقلص الفارق بين الهلال ومنافسه على لقب الدوري النصر، إلى أربع نقاط، بدلاً عن ست، التي ظلت جامدة لا تتحرك طوال الجولات الماضية، فهل سيتبع ذلك تغير آخر، على أحد الفريقين، أو كليهما؟
منذ تسلم زوران قيادة الجهاز الفني في الهلال، خلفًا لجيسوس، لم يطرأ تغير بعد على منهجية الفريق، فقط أظهر رغبته في تأمين العمق الدفاعي أكثر، بإشراكه ديجنيك كمحور وسط الملعب، وبدا مهتمًّا بعدم استنزاف لاعبيه، من خلال تناوبهم على المشاركة في المسابقات الثلاث، التي يلعب بها حتى الآن.
الهلال لن يغير أسلوب أدائه أي مدرب قادم، وسيظل كما عرف عليه يجنح للهجوم بكل خطوطه، بدأ بالسيطرة على وسط الملعب، ويدفع ضريبة ذلك تفريغ المنطقة الخلفية، لتتاح لمنافسيه اقتناص ما أمكن من أهداف، أحيانًا يكون ثمنها نقاطًا. الأندية التي يصبح لها هوية فنية دون شك نضجت، وتشكلت نتيجة ثقافة خاصة تداولتها أجياله، إلا أن ذلك لا يعني أحيانًا عدم الحاجة لأحداث ما يمكن أن تفاجئ به المنافس.
زوران فعلها في الهلال حين كان يدرب منافسه النصر، غامر بإشراك لاعبين شابين، ضيق بهما المساحة التي كان يستهدفها الهلال بالسيطرة، وبالتالي أفسد نواياه، وجره للعب مباراة من نوع لا يعترف بالفروق الفنية وكسبها، هو يستطيع أن يفعلها مع الهلال، في بعض مباريات أو في بعض أجزاء منها، خاصة ولم يعد يتبقى من الدوري إلا القليل، اعتمادًا على بحثه الذكي في أوراق فريقه ومنافسه.
فيتوريا، عكس زوران، إذ مطلوب منه أن يحاول اكتشاف هوية النصر الفنية، والأسلوب الذي يفترض أن يثبت عليه، وهذا يحتاج إلى بقائه وقتًا أطول مع الفريق، ولا يمكن البدء في ذلك خلال هذا الجزء المتبقي من الموسم، وهو ينافس على بطولاته، لكن هذا لا يعفيه من أن نسأل عن غرابة اختياراته لبعض العناصر على حساب الأفضل، وعدم التأثير الإيجابي على ما يجري داخل الملعب، خاصة في مباراتيه الأخيرتين أمام الوصل والاتفاق!
النصر الذي ينافس على اللقب بقوة واستحقاق يجب ألا يتأخر أكثر في صنع هويته داخل الملعب، والشكل الفني الذي يتميز به، وتعرفه به بعد ذلك الجماهير، والمنافسون، هذا يضيف لأي فريق قوة إضافية يمكن لها أحيانًا بمفردها ترجيح كفته.