الدوري..
الظاهر والخافي
التأثير الظاهر الذي شهده الموسم الكروي، ارتكز في أول الأمر على السماح بتسجيل ثمانية أجانب، تلاه دخول العائلات للملاعب، وتكليف حكام أجانب بإدارة جميع المباريات، مع الاستعانة بتقنية الفيديو "var"، وإعطاء الجمهور في المدرجات الحرية، في جلب ما يختارونه من معدات التشجيع، لكن أيضًا كان هناك أمر لا يرى أشد تأثيرًا.
في مقدمة ذلك، "ارتباك المشهد" بحيث تداخلت الصلاحيات في منظومة العمل، وبالتالي انسحب هذا على العاملين في الأندية، ما جعل الجمهور والإعلام في حالة عدم يقين، صورة الارتباك هذا لا تظهر مباشرة، لكنها كامنة في كل تفاصيل عمل الأندية ولجان وأمانة اتحاد الكرة، ونتائج ذلك أحدث أضرارًا ببعض الأندية، أو بالمسابقة ككل، دون أن تطال المسؤولية المتسببين.
الموسم الكروي بدأ من لندن بمباراة "السوبر" في الثامن عشر من أغسطس الماضي، مع أن لجنة المسابقات حددت انطلاقة الدوري في التاسع من أغسطس، وبدأ بعد هذا الموعد بثلاثة أسابيع، هذا كان أول العرض المرضي الذي يعاني منه الموسم حاليًا، حيث فشلت كل محاولات علاجه للتخلص من داء تداخل مباريات المسابقات المحلية والخارجية، هذا الداء كان أقوى من التأجيل والتقديم، أو حتى تمديد الموسم لمنتصف شهر رمضان!
من التأثيرات غير الظاهرة، لكنها أوجدت كثيرًا من مشكلات هذا الموسم، تبادل أربعة رؤساء على مجلس اتحاد الكرة وكذلك الأندية، وعدد غير محدد على رئاسة وعضوية اللجان، وانتزاع الجميع إعفاءهم من المحاسبة، بحجة أنهم ورثوا المشكلات، ولم يتسببوا في إيجادها، مع أنهم في الحقيقة جزء لا يتجزأ منها، فالأسماء تقريبًا هي نفسها أو تدور في فلكها، وسياسة العمل ظلت واحدة "دع الأمور تحل نفسها بنفسها"، ثم يمكن إيجاد التبرير انطلاقًا من "لسنا السبب وسنجتهد في إصلاح ما يمكن إصلاحه".
الدوري بقيمة ما دفع على عقود لاعبيه من أموال، على شكل شراء أو إعارة، تم تصنيفه في المرتبة السادسة عالميًّا، وكان يمكن إسناده، بتوفير النجاح للمعايير الأخرى، التي يتطلبها التصنيف ككل من بين الدوريات العالمية إلى مرتبة متقدمة، بل ضمن العشرة الأوائل كما تطلع له الجميع، فهل تم القضاء على ذلك بجملة الأخطاء الكامنة في الاتحاد والأندية، أم لا يزال الأمل قائمًا، وهل يمكن أن نخوض تجربة أكثر "احترافية" في الموسم المقبل، دون الاعتراف والمكاشفة، بما حدث، والاختيار الأنسب لأسماء وأدوات الإصلاح.