البطل
في مواجهة هستيريا الشك
الهلاليون خائفون أن يفرط فريقهم في البطولات الأربع التي ينافس عليها حتى الآن، وهي الدوري والكأس والبطولتان العربية والآسيوية، والنصراويون غير متأكدين من قدرة فريقهم على المنافسة على الثلاث، ولكل منهما أسبابه.
الهلال دون شك الأكثر حظًا، لكن ليس في حصد جميع البطولات، والنصر إن حقق أي بطولة سيتم اعتبار موسمه ناجحًا، فكرة جعل الفرق في كفة واحدة، لمجرد أنها تؤدي بشكل جيد ومستمرة في المنافسة، فكرة مضللة؛ لأن تحقيق الإنجاز عوامله أكثر من ذلك، كما أن تحقيق فريق لبطولة واحدة في الموسم، بعد مواسم كان فيها صفر اليدين، تحتاج أن يقابلها بطولتين وأكثر لآخر لم يغب عن المنصات.
بعد ذلك، تسطيح ما قدمه الفريق البطل على أنه نتيجة مجموعة أخطاء تحكيمية أو تسهيلات أخرى، يبدأ من حالة الإنكار التي يعيشها الطرف المنافس بكل مكوناته، وإذا كانت الموضوعية في تقييم مثل هذا المنجز يتم محاربتها من بعضهم، بحجة أنها انحياز هذا لا يعني عدم اللجوء إلى المنطق الذي يحتاج إلى قراءة عميقة بالمرور على كل الأحداث دون فصلها وبها تتبين حقائق كثيرة.
الذي يرى أن الحاصل على اللقب، نال ما لا يستحقه، هو يعني أن الوصيف كان أحق، لكنه لا يستطيع أن يبرهن على ذلك بالمنطق، وليس بالعبارات المرسلة، تحليل جولات الدوري بشكل مترابط، بمعنى ماذا أثرت، وبماذا تأثرت، ومن استفاد وتضرر، وبناء التحليل جولة بعد أخرى ستظهر نتيجة حقائقها تختلف عن بعض، أو أنصاف الحقائق التي يعتمد عليها بعضهم، للتسويق لفكرة البطولة “النقية” بافتراض أن هناك أخرى “ملوثة” وهي التي فقط ينالها المنافس!
يقبل أن يعتمد إعلامي أو مشجع على مثل هذا الطرح؛ لأنه يريد أن يكون منحازًا بشكل علني ودائم، وهنا لا معنى لمناقشته، لكن حتى لا يلوث الوسط فإن الإعلام المسؤول والإعلامي النزيه يتحمل مسؤولية تفنيد ذلك، ليس بإسكاته أو تكذيبه، إنما بمواجهته بالحقائق كاملة، لفضحه أمام جمهوره مرة وأخرى، حتى لا يجد من يسمع له إلا أذنيه، هذا العمل يتطلب بحثًا وجهدًا ووقتًا وصبرًا على الأذى لكنه مستحق.
سد فجوة فارق البطولات أو المواجهات مع المنافس، لا تحققه هستيريا التشكيك، هذا يجعله يبتعد أكثر، ويفضح من يتبنون هذا الفكر أكثر وأكثر.