من أسباب نجاح النصر وفشل الهلال؟
عاش النصر لحظة نصر بالغة النشوة استحقها لأنه كان الحاضر في اليوم الاستثنائي الكبير للكرة السعودية، تحكم بالسيناريو، وظفر بالنتيجة، وخطا إلى الصدارة قبل خمس جولات من نهاية الدوري.
مباراة عالية الصخب ساخنة الأجواء مشدودة الأعصاب، تأثر بها الهلال سلبًا ونجح النصر في أن يؤدي دوره خلالها كما يجب، وأن يأخذ منها ما يريد، فنيًّا لم تكن ممتعة لكنها مثيرة ومشوقة في تسلسل أحداثها، توالي الأهداف وحالة الطرد وطريقة وتوقيت التسجيل من حمدالله إلى البليهي وبرونو وسالم إلى برنو أخيرًا، لتنتهي الحفلة بحفظه في المدرج النصراوي، وصدمة في المدرج الأزرق.
النصر خلال ما سبق المباراة طرح نفسه من خلال تعاطيه الإعلامي الرسمي أو المتعاطف، إنه جاهز للفوز ولا غيره، بدافع تفريط الهلال في الفارق النقطي إلى اثنتين، وهو ما يمكن النصر من تجاوزه بنقطة صدارة، وفعليًّا كان الفوز الفرصة الأهم للنصر إذا ما أراد المنافسة على اللقب، بغض النظر عن القدرة لفعل ذلك التي سوق لها إن كانت حقيقية أو بغرض كسر معنويات المنافس.
نجاح النصر، ساهم فيه فشل الهلال في التحضير المناسب، بعض ذلك خارج عن الارادة وبعضه كان مرتبطًا بتداعيات الجولتين اللتين سبقتا هذه المباراة حين خسر خلالهما أربع نقاط من الوحدة وأحد أضعفت من الاستفادة من قوة عناصره التي توزعت بين الإصابات والإرهاق، فـ"تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد"، بين تطبيب وتجهيز أضاع التدوير الحس بالجماعية والتركيز.
النصر في الجولتين المماثلتين كان مثاليًّا في استثمار تساقط نقاط الهلال، حصل على ست نقاط أمام الاتفاق والوحدة كأفضل تحضير فني ومعنوي، وزاد بعودة لاعبيه الأجانب مبكرًا من معسكرات منتخبات بلدانهم ليحصل على تحضير مريح، ثم عمد مدرب الفريق إلى استثمار الأجانب السبعة داخل الملعب دفعة واحدة كأحسن استثمار للكل أجواء المباراة وما سبقها، هذا أفقد الهلال كل أسلحته وجعله بالكاد في حالة دفاع عن النفس لا أكثر.
اعتبارًا من الجولة المقبلة هل سيدخل النصر حالة الخوف من التفريط بالصدارة خاصة أنها نقطة واحدة وليس هناك فرصة للتعويض إذ لم يعد يتبقى في الدوري سوى خمس جولات؟، وهل سيمارس الهلال نفس الدور الضاغط للتسريع بذلك أم يساهم في دعمه بالتفريط أكثر؟... الجولات الخمسة للفريقين جمع عشر نقاط منها كاف لتحقيق اللقب.