2019-04-21 | 01:01 مقالات

إفصاح الرئيس

مشاركة الخبر      

برزت في الموسم الكروي 2018 ـ 2019 شخصيات تولّت رئاسة الأندية السعودية أتت في معظمها بشكل مباشر عبر التكليف من الهيئة العامة للرياضة والشباب.
وقدّمت الشخصيات نفسها، على نحو أكبر مما تم تحديده لها، من مساحة تحرك، على الرغم من أن هيئة الرياضة، أعطت كل الرؤساء دعماً مالياً سهّل من تأدية عملهم دونما ضغط يذكر.
والرؤساء في الأصل محكومون بنظام ولائحة معتمدين، ولا يمكن لرئيس أن يخرج عن النص طوال فترة رئاسته، وحينما يريد الخروج ومغادرة كرسي الرئاسة عليه أن يقدّم ما يثبت سلامة ذمته المالية.
كل هذا مكتوب وواضح في مرحلة رؤساء الانتخاب، أو التزكية الداخلية من النادي، أثناء تفعيل الجمعيات العمومية للأندية، لكننا عانينا غياب التطبيق، ولا ينبغي أن يكون رؤساء التكليف بمنأى عن القانون، أو البعد عن تطبيق لائحة رؤساء الأندية عليهم، ولا أن يكون القانون معطّلاً، كون ذلك خلل يجب معالجته.
إن تصدير الهيئة العامة للرياضة والشباب لرؤساء أندية مكلّفين منها، لا يعني إبعادهم عن المساءلة والإفصاح المالي؛ لأن ذلك يخلق شخصيات تبدو وكأنها فوق الجميع، وبعيدة عن السؤال، كما أن ذلك الوضع يوجد لدينا رؤساء لديهم غموض مالي، كما يساهم في إيجاد مناخ للفوضى المالية في الأندية، وهي مسائل ضربت سابقاً في صميم سمعة كرة القدم السعودية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
إن استمرار وضع رؤساء بلا إفصاح، وأندية بلا ميزانيات معلنة، يعيدنا إلى سيرتنا الأولى. الفساد ينمو في الأماكن المغلقة.
طوال الفترة الماضية، التي أعقبت مرحلة رؤساء الديون، وظهور رؤساء التكليف، لم يعلن نادٍ سعودي واحد ميزانيته، ولم تعقد جمعية عمومية واحدة، في منهج يخالف مرحلة المحاسبة، والمساءلة، والتقييم، المعتمدة من قبل أجهزة الحكومة العليا. إنني على ثقة بالعمل الجبار المنفذ من الهيئة العامة للرياضة، ومن سلامة تقاريرها المعروضة على مجلس الاقتصاد والتنمية، كما أن الجميع يدعم مشروع تمكين الأندية السعودية، مالياً، وفنياً، لرفع ممارسة الرياضة، وتقديم الدوري السعودي كمنتج عالي الجودة في أوساط كرة القدم العالمية، وسوق الانتقالات، للوصول بالدوري السعودي إلى مركز متقدم في جاذبيته، وقيمته السوقية، لكن ذلك لابد أن ترافقه شفافية عالية من رؤساء الأندية، ولابد من ربطهم بنظام مالي يمنع تكرار ظهور رؤساء لم يكن همهم سوى انتفاخ جيوبهم، واستغلال المجال الرياضي لتحقيق مكاسب شخصية، وبناء علاقات، أفضت إلى جعل الأندية ممراً لتعاملات ماليه مشبوهة.