الهلال والنصر ليست مجرد خسارة
حدث ما استبعده الكثيرون، واقترب منه البعض بشك وتردد، وهو أن يصل التعاون والاتحاد لنهائي كأس خادم الحرمين على حساب الهلال والنصر.
القياس كان حسب معطيات حقيقية لا يمكن إنكارها، فالهلال والنصر هما الأفضل خلال هذا الموسم، وما يملكانه من عناصر يؤهلانهما إلى الفوز مهما كان ظرفاهما الفني والبدني أو العناصري، إلا أن ما حصل فعلياً أنهما خسرا باستحقاق وفاز التعاون والاتحاد بجدارة.
كان فوز التعاون بالخمسة والاتحاد بالأربعة كافياً لأن يقلب الطاولة في وجه كل من توقع لهما الخسارة، إلا أن من توقع ذلك أيضاً لا يلام إذا ما كان الحكم بين الطرفين فنياً بحتاً، وليس على ما قد يحدث وربما لا يحدث وهو فعلياً ما كانت عليه المواجهتان.
الهلال لعب دون سبعة من قائمته الرئيسة: المعيوف، البليهي، البريك، سالم الدوسري، كارلوس إدواردو، كاريلو، جوميز، ووضع على دكة البدلاء نواف، عطيف، الشهراني، جيوفينكو، أسباب ذلك تتباين بين الإراحة والتعافي وعلى الرغم من ذلك لعب بقائمة يمكن لها أن تفوز أو تخسر لكن ليس بخمسة دون رد.
الفريقان التقيا ليلة البارحة في مباراة مؤجلة من الدوري، وربما أشرك الهلال جميع الغائبين وخسر أو تعادل أو فاز، ما يعني أن الخسارة في مباراة نصف النهائي لم تكن لذلك الغياب إنما أحد أسبابه، لكن النتيجة الكبيرة "5ـ0" هي التي لا يمكن قبولها لأي سبب مهما كان.
النصر لم يكن بأحسن حالاً من الهلال، فقد تلقى خسارة كبيرة قياساً بعدم وجود مبرر مسبق، فقد لعب مكتملاً ولحق بالنتيجة من الخسارة بهدفين للا شيء إلى التعادل، وكان هذا يعني أن يتسيد الشوطين الإضافيين، لكن الاتحاد بقيادة مدربه سييرا أسقط الاعتقاد بقوة النصر المبالغ بها وعبقرية مدربه فيتوريا التي لم تظهر في مواجهتين لعبتا نسخة طبق الأصل دون أن يفهمها في المرة الأولى، ونسيها في المرة الثانية فكانت أقسى.
أيضاً يمكن أن تقبل خسارة النصر من الاتحاد الكبير في كل حالاته، لكن دون الأخطاء البدائية التي ظهر عليها بعض لاعبي النصر، ويكفي استعادة لقطة تجمع أكثر من ستة لاعبين على الحكم محتجين بالقرب من منطقة جزاء الاتحاد والكرة في لعب هجمة مرتدة استقبلتها شباكهم، بغض النظر عما حصل بعدها من إلغاء الهدف والعودة إلى احتساب ضربة جزاء للنصر وكأن لا أحد منهم يعلم أنه يمكن فعل ذلك عند أول توقف للكرة!