بولندا تشبه روسيا.. ما الجديد؟
كان بعضنا يعتقد أن منتخب الشباب تحت 20 سنة حين تأهل إلى مونديال الشباب في بولندا، سيكون في حال يختلف عمّا كان عليه المنتخب الأول في روسيا.
ليس لأنه تأهل من بوابة اللقب الآسيوي، أو لأن عناصره تتمتع بالمواصفات المطلوبة للعب في المونديال، وهذا يضمن بالحد الأدنى مشاركة إيجابية ربما تتخطى إنجاز ما تحقق في مونديالي كولومبيا 2011 وكوريا 2017 اللذين وصل فيهما إلى دور الـ 16.
لكن لأن غالبية من ذهبوا إلى هذا الظن للأسف إنما كانوا يصفون الكلام صفًا من باب المشاركة في إنجاز وطني فوجئوا بتحقيقه، حين كانوا في غمرة الصراع حول الـ "VAR" وعدد "البلنتيات" وإرضاء المدرج، ولم تدخل في حساباتهم ما قدمه المنتخب حتى حصل على اللقب الآسيوي، ولا ما يحتاجه حتى يدخل إلى المونديال في أحسن حال!
هذا من جانب الذين زفوا المنتخب إلى ما هو أبعد من دور الـ 16 كنوع من التضامن مع المدرب والمنتخب "فزعهم"، وليس اعتمادًا على قراءة فنية بعضهم لا يعرفها، أما الجانب المسؤول عن المنتخب "اتحاد الكرة" فقد أشغلته مهام إطفاء الحرائق، ولعبة الكراسي عن واجباته، أقلها حماية برامج التحضير من التعثر، ولم ينقل دعمه على نحو استثنائي.
في الواقع لم أرَ أن هناك تغييرًا طرأ على مشاركتنا المونديالية، النتائج نفسها تقريبًا، والظروف تتكرر وما نقوله قبل وبعد هو ذاته لا يتغير وسيظل، والأهم أنني لا أرى في ذلك أي مشكلة إلا ما نحاول جعله يتحول إلى مشكلة، فمنذ أن عرفنا مشاركاتنا الآسيوية والمونديالية تحت العشرين وتلك حالها، نبدأ بعقد الآمال بمخرجات مميزة للكرة السعودية والحفاظ عليها، ثم بالبحث عنها واحدة تلو الأخرى، وفي الحلقة الأخيرة نتساءل كيف تبخرت؟ وهكذا دواليك!
إذا شاهدت منتخب الشباب في مونديال بولندا، تمامًا كأنك تشاهد المنتخب الأول في مونديال روسيا، وقد لا يكون ذلك عيبًا فكلاهما نتاج بيئة وثقافة كروية واحدة، حتى الأرجنتين وكوريا وفرنسا شبابها وكبارها صبغة متشابهة، المشكلة فينا نحن الذين ننتظر أن نشاهد صورة تختلف عن النسخة الأصل هكذا ودون مقدمات فقط لأننا نريد.. أرى ألا يشعر المدرب "العطوي" ومعه أبناؤه اللاعبون بأي حرج من أحد، تمامًا كما فعل من قبلهم وربما من سيأتون بعدهم!