صلاح حين
سلك طريق النجاح
لعب المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني نجما ليفربول وإلى جانبهما الفرنسي موسى سيسوكو نجم توتنهام نهائي أبطال أوروبا للأنديه وهم صائمون، وتسنى لهم الإفطار في الدقيقة41 بحسب موعده في مدريد الإسبانية حيث أقيمت المباراة.
وهذا يعطي إشارة واضحة إلى مدى حرص الثلاثي على الالتزام الديني، على الرغم من أن الثلاثي على سفر وهناك ما يجيز لهم عدم الصوم وقضائه، لكنهم فضلوا الصيام الذي استمر حتى الساعة 9,39 مساء، وهو صوم يوم طويل يسبق تحضيرات بدنية لنهائي كبير ومنتظر.
هذه صورة إيجابية للشباب المسلم بلا شك، لكن تعزيزها في نفوس النشء ليس باعتبارها أمرًا عظيمًا حين يلتزم المسلم بواجبات دينه، ولكن باعتبار أنه لولا عظمة هذا الدين لما كان لمثل هؤلاء وغيرهم في مواقف أعظم من الالتزام والثبات، إيمانًا وطاعة للمولى واحتسابًا للأجر والثواب، مما يعني أن التخلق بآداب الإسلام في المنافسات الرياضية أولى وأيسر على الجميع اتباعه.
معهد سياسات الهجرة البريطاني كما أوردت مجلة “فوكس” الألمانية أظهر في دراسة له أن نسبة هجمات الكراهية ضد المسلمين في مقاطعة ميرسيسايد البريطانية تراجعت بمقدار 18,9 بالمئة منذ انتقال صلاح إلى ليفربول، كما انخفضت بمقدار النصف التغريدات المسيئة للمسلمين لدى جماهير النادي، وتمحور عدد من أناشيد مشجعي ليفربول حول صلاح والإسلام بشكل إيجابي منذ انضمامه إلى النادي.
موقع “ترانسفير ماركت” المختص بالأمور المالية في كرة القدم وتقارير لصحف إنجليزية، قدرت القيمة السوقية للمصري صلاح هذا العام بمبلغ 168 مليون يورو كرابع أعلى رقم على مستوى لاعبي العالم، صلاح حين كان عمره 14 عامًا كان يركب بدءًا من قريته نجريج “160 كم عن القاهرة” خمس مواصلات ليتدرب مع المقاولون العرب، ثم يقطع الرحلة ذاتها في العودة، وكان قرار لعبه للمقاولون بدلًا من الأهلي أو الزمالك مثلًا مفتاح كل النجاحات، ويكفي أن ساهم ذلك في وقوف الجمهور المصري موحدًا خلفه.
احتراف اللاعب العربي في أوروبا، ليس له إلا طريق واحد، السن المبكرة جدًا، امتلاك الموهبة والقدرة على التعلم، التفرغ التام للمهمة، المثابرة والصبر، وحينئذ يمكن أن ينجح من المئات عشرات ومن العشرات نجم أو اثنان.. مشوار صلاح مع النجومية العالمية كاد أن ينتهي قبل أن يبدأ لولا أن الزمالك المصري والأنصار السعودي رفضا انضمامه إليهما وكان ذلك من حسن حظه وحسن حظنا أيضًا.