2019-09-14 | 21:33 مقالات

فيتوريا الكسول

مشاركة الخبر      

الصفات الشخصية تُعطي دلالة واضحة على الحكم الكامل عليها، ولا يمكن فصل ما يتمتع به شخص من سمات عن طريقته في العمل خصوصًا حينما يكون في موقع قيادة.
قد يكون إنسان ما جيّد في بناء العلاقات لكنه غير قادر على استمرارها أو ربما يكون هناك رجل في مكان مسؤولية لكنه لا يُجيد التوجيه لفريق العمل، أو يأتي موظف ممتاز في الحضور والانصراف والانضباط لكنه ضعيف الإنتاجية وغير مُبتكر. الذهاب والعودة كل يوم إلى مكان العمل لا يعنيان أنك في طريق النجاح إنما يؤكدان أنك في منطقة الراحة فقط والاطمئنان المعيشي لا أكثر. الناس تحكم ـ في الغالب ـ على الناجح بما يملك لا بما يُقدّم.
مباراة بعد مباراة يُثبت السيد فيتوريا مدرب نادي النصر لفريق كرة القدم الأول كسله وبقاءه في دائرة الخمول الفني واعتماده الكُلّي على ما سيصدر من اللاعبين لا على طرقه الفنية وتدخلاته الصائبة وتهيئته لنماذج شابة قادرة على الإضافة للمجموعة. يُظهر في كل مرة استعداده الدائم على المشاركة ضمن مجموعة عمل لا على القيادة والتغيير. أنقذ حمدالله وأمرابط وجوليانو وبيتروس ومايكون الرجل البرتغالي كثيرًا وحملوه على أعناقهم مرات عديدة وفي الوقت الذي يتراجعون قليلًا عن ذلك يسقط فيتوريا في كسله الشديد ويُصبح عاجزًا عن تقديم حلول.
في مباراة الاتحاد الموسم الماضي من الفترة الثانية في الدوري بدا المدرب الأصفر ثقيل الحركة أمام مدرب الاتحاد سييرا فهزمه التشيلي وكررها بالطريقة ذاتها في مباراة الكأس في ظرف أسبوع. في كلتا المباراتين كان فيتوريا بطيئًا في تفكيره وغير مبادر. ولم يكن مدرب الاتحاد ذكيًا بما يكفي لكن فيتوريا كان يذهب بنفسه إلى الفخ الذي صنعه له الممرن الاتحادي. بالأمس خاض النصر بصفته بطلًا للدوري مباراته الثالثة في كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ووقف البرتغالي قليل الحيلة أمام مدرب نادي الشباب الذي عمد إلى إبقاء أظهرته في أماكنهم واقتراب المدافعين من بعضهم مع تغطية من الأجنحة ومحوري الدفاع والاعتماد على حركة السرعة من مهاجميه. لو كان هناك فهد مولد في الليث لخطف أكثر من هدف وبقي البرتغالي في تفكيره الجامد. في كل مباراة يعمد فيها الفريق المقابل للنصر إلى الإغلاق ينتظر محبوه الفرج من لاعب لا من تدخلات فيتوريا الذكية. لم يفاجئ مدرب بنفيكا السابق الجماهير الصفراء يومًا بشيء ويبدو أنها فضّلت البقاء معه وباستمتاع غريب في منطقة الراحة.