2019-09-16 | 22:42 مقالات

إلى خالد عمر

مشاركة الخبر      

إلى السيّد خالد بن عمر البلطان رئيس مجلس إدارة نادي الشباب. تحية طيبة وبعد: أعلم أنك رجل حاذق تحاول ممارسة الذكاء بقدر ما تستطيع في شؤونك كافة.. لكنك تُخفق أحيانًا. أعي جيدًا أنك تقف في أوقات مُعيّنة في مواقع مُلتهبة فتكتوي بنارها وتعود لفعل الشيء ذاته دون اكتراث.
أدرك تمامًا أنك تقود ناديًّا عاصميًّا عريقًا يمتلك جماهير تصيح فيها كل مرّة للاقتراب منك، فتبدو وكأنك ممن ينادي على الماء في ساعة عطش. أرى في عينيك علامات الإنهاك في الفترة الأخيرة وتتظاهر بالتماسك وامتلاك القوة علّك تُبقي على تلك الصورة التي كنت فيها رشيقًا أكثر مما يجب.. لكنك الآن لست كما كنت، لذا تعود دائمًا إلى خطابك القديم محاولاً التمسك بكل ما لديك من أدوات رغبة منك في البقاء، لكنه يفوت عليك أن الديمومة تحتاج في زمنٍ مُحدد إلى لغة جديدة وأفكار مُغايرة وصورة لا تقبل التنميط.
سعادة الرئيس الأبيض: أنت الآن في زمن مختلف ولياقة حبالك الصوتية لم تعد تُسعفك للمزيد من الكلام وأرجلك التي كانت تأخذك في مضامير الملاعب روحة وجيئة لم تعد تمتلك القدرة على القفز على الحواجز، وأنه عليك أن تكتفي بالمسافات القصيرة والابتعاد عن المضي قدمًا في سباق لا طائل لك من خوضه. ليتك تتخصص في منافسة التتابع أو لعبة شد الحبل فهما أقرب إلى وضعك الآن من أي تنافس آخر. مؤكد أن لديك أذرعًا فلعلّها تُسعفك في الإمساك بما تبقى من خيوط.
إلى خالد عمر: أريد أن أقول لك بخصوص حديثك الأخير حول جماهير النصر كلامًا ربما يساعدك في فهم عقلية جماهير نادي النصر العظيمة.
اسمع يا رعاك الله: يتمتع كل محب للنادي الأصفر بحالة استقلالية شديدة في الانتماء، وهي ما تقوده إلى التعبير عمّا يريد تجاه ناديه دونما وسيط أو موجّه، ويمتلك كل مُشجع للنادي الطاغي الشعبية قراره وحريّته فتُقابل ردّة فعله من البعض بصعوبة في التفسير، خصوصًا أولئك الذين لم ينعموا يومًا بما ينعم به هو من فضاء حُر. يتحرك النصراوي في كل حالاته منطلقًا من ذاته وطريقته في الحُب ما يجعله بعض الأوقات رافضًا لما يدور في أروقة المنشأة الواقعة غرب العاصمة الرياض. التبعيّة لا تعرف سبيلاً للنصراويين ولا أحد يُملي عليهم كيف ومتى يحددون وجهاتهم. هم كالمسافرين المهتدين بالنجوم لا يُخيفهم ليل ولا يجهلون أبدًا موارد المياه. انتهى