الاتحاد عميد الأندية السعودية
عندما أتحدث عن التاريخ أتجرد من الميول وكنت أول من سيؤيد الوحداويين في مطالبهم لو كانت ترتكز على طرح علمي تعززه وثائق تاريخية، ولكن للأسف لم أجد سوى كلام مرسل وأمنيات وحكايات دافعها الميول، فالفريق المزعوم تأسيسه في عام 1334 بدون مؤسسين وبدون رئيس وبدون لاعبين ولم تنشر عنه الصحف أي خبر ولا توجد له أي صور، إذًا هو من وحي الخيال. بل ويعزز ذلك الأجواء في منطقة الحجاز في تلك الحقبة الزمنية إذ توالت الحروب وانتشرت المجاعة وأصبح الناس يبيعون ما يملكون لتوفير قوت يومهم.
بينما عندما نقول إن الوحدة تأسست عام 1366 نقدم جملة من الوثائق التي تعزز هذا القول أولاها أن المنطقة استقرت بعد دخول الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ واستتب الأمن وتحسنت الأوضاع الاقتصادية وباتت معها الأجواء مناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية.
ثم نجد أن هناك جملة من الشواهد الأخرى فالمؤسسان كامل أزهر وحمزة بصنوي وقعا على وثيقة التأسيس عام 1366، قاروت أكد نفس التاريخ، يوسف خضري أحد مؤسسي الحركة الرياضية في مكة المكرمة يؤكد تأسيس الوحدة في هذا التاريخ، عبد الغني آشي يقول إن التأسيس كان في أواخر الخمسينات أوائل الستينات، جعفر عارف الصحفي الوحداوي يجزم بأن الوحدة تأسست عام 1367، الفارسي ابن مكة يقر بأن الاتحاد أساس الكرة في المملكة، حمزة فتيحي في حوار أجراه معه الوحداوي علي داود يقول إن الوحدة لم تكن موجودة في بدايات الاتحاد، احتفالات التأسيس بمشاركة شخصيات رياضية فذة من المستحيل أن يدعو لمناسبة مبنية على تواريخ غير صحيحة، فقندش يقول: أصر إبراهيم خفاجي على الاحتفاء به في منزل أزهر الذي شهد اجتماع تأسيس الوحدة، شاولي يؤكد تأسيس قاروت للوحدة، عبد الرحمن بن سعيد يجزم بأن الوحدة تأسست عام 1366، وغير ذلك شواهد كثيرة تؤكد تأسيس الوحدة عام 1366.
إننا في الوقت الذي نثمن فيه تثبيت هيئة الرياضة واتحاد الكرة تاريخ تأسيس الوحدة عام 1366، فإننا نتساءل لماذا؟ إن تهيئة الأجواء المواتية لتأسيس الأندية من أمن واستقرار منجز حققه الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ وهو يدون باسم الوطن فلماذا يجير لدولة غابرة؟! كما أننا نأمل مساءلة ومحاسبة إدارة الوحدة على تغيير تاريخ التأسيس دون موافقة المرجعية الرياضية ولا سيما أن الأندية ملك للدولة أعزها الله.