هل هي
عقدة نقص؟
استبعد الجمهور والإعلام ومعهم المحللون الكرويون، إلا القليل جدًا منهم، أن يعد الروماني رازفان لوشيسكو للإطاحة بـأورورا الياباني منذ أن تأهل رسميًا للمباراة النهائية من خلال المراوغة في قائمة الأسماء وأسلوب اللعب في المباريات المحلية الثلاث التي لعبها في الدوري والكأس.
رازفان لم يتعمد الخسارة من النصر والتعادل مع الفتح، لكنه يعلم أن مهمته الرئيسية قد بدأت منذ فراغه من مباراة الرد أمام السد، وعليه أن يستخدم كل الطرق التي ربما يخرج منها بما يمكن أن يفاجئ مدرب أوراوا، لذلك غيّر في أسماء ومراكز اللاعبين، وفي المهام والواجبات، أراد أن يجبر الياباني سويوشي على التخلي عن المعلومات التي جمعها أو يجعله يخسر إن اعتمد عليها.
ثقتنا في أننا نخطط وندرس المنافسين ضعيفة، شعور بالنقص يلازمنا أمام أندية شرق آسيا، أيضًا رازفان رفض أن يتجاوب مع التصفيق والاستقبال الحار له عند وصوله لقاعة المؤتمر الصحافي عقب نهاية المباراة، قال أرجوكم توقفوا فلا يزال أمامنا مباراة أخرى أصعب، بينما قال سويوشي انتظرونا في الإياب سنقاتل في سايتاما.
ما قاله رازفان مر مرور الكرام، أما كلام سويوشي فقد لقي إعجابًا، بل وأعاد البعض ذلك إلى دهاء وذكاء اليابانيين، البعض لديه عقدة نقص متضخمة لا يستطيع التخلص حتى من وصايته على الأندية واللاعبين والمدربين، يرى أنهم كما يريد أو يراهم، لذا من السهل إطلاق الأحكام بأن المدرب لم يقرأ المنافس أو يجهله أو أن اللاعبين بلا روح أو مسؤولية.
منذ أن تم فصل أندية الغرب والشرق للعب دوري الأبطال، بحيث يصل للنهائي ناديان من الضفتين والتعليقات لا تنتهي، جميعنا لم يثبت على رأي مرة نؤيد بمبررات مسافات التنقل وازدحام أجندات الموسم، وأخرى نستنكر لأن الفصل يجعلنا في الغرب نخسر فرص الاحتكاك بأندية الشرق، وأحيانًا نشعر أن في ذلك تواطؤًا مع أندية الغرب لتصل للنهائي، إلى غير هذا الجدل الذي لم ولن ينتهي.
والأكيد أننا نتفق ونختلف معها بحسب قربنا أو بعدنا من النادي الذي يدور حوله النقاش أكثر من الفكرة نفسها، وإلا فلا أعتقد أن هناك ما يمنع أن تظل أندية الغرب القوية منافسًا قويًا على البطولة في كلا الحالتين، وبالعودة لسجلات البطولات الآسيوية ستتأكد من أن ما نالته أندية الغرب من ألقاب كان على حساب أندية الشرق، وأن ذلك لا يزال ممكنًا... يتبع