اليوم بين الخسارة والانتصار
اسمحوا لي سأعود مجددًا لأتصفح معكم كتاب النجم الإيطالي أندريا بيرلو، ليس لأنه أحد المدعوين للانضمام إلى فريق النجم ياسر القحطاني Y20 الذي سيلعب مباراة اعتزال ضد ناديه الهلال في الرياض الشهر المقبل، لكن لأنه أنسب توقيت لاقتطاع جزء مما تعلمه بيرلو وذاقه من قساوة كرة القدم في هذا اليوم الذي يلعب فيه الهلال نهائي أبطال آسيا.
أنا لا أستدعي سوء الفأل للهلاليين، لكن إيماني عميق بأن كرة القدم تستحق أن نتصالح معها في كل ظروفها الحسنة والسيئة والملتبسة التي تثير الظنون أن ثمة من جعلها تقلب لنا ظهرها، وحتى لا يكون الحديث هذا مرتبطًا بنتيجة مفرحة أو محزنة، ولذلك أطراف قد يشار لهم ضمنيًّا إليكم حكاية بيرلو كما رواها عندما كان يلعب لميلان ضد ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، في لقاء العودة للدور الربع النهائي في كأس رابطة الأبطال الأوروبية.
يقول: "كنا قد فزنا في لقاء الذهاب بنتيجة 1/4 واحتمال الإقصاء كان شبه مستحيل إلا إذا كان قد حصل فقدان كلي للذاكرة لجميع اللاعبين لكن المستحيل أصبح حقيقة نسينا طريقة لعب كرة القدم وانتهت المباراة 0/4 لصالحهم، لكن إذا عدنا إلى هذه المباراة فهناك ما يريب"، فما الأمر الذي جعل بيرلو يرتاب؟
ببساطة يقول: "خصومنا كانوا يركضون بسرعة ألف ميل في الساعة طيلة المباراة حتى بين الشوطين، بقي كثير منهم يركض على أرضية الملعب، وعندما أعطى الحكم الإشارة بالدخول للعب الشوط الثاني انطلقوا جميعًا في النفق المؤدي بسرعة تضاهي سرعة "يوسين بولت"، إنها المرة الأولى التي جاءني شك خلالها وتأكد لي عندما قابلوا "بورتو" في نصف النهائي ولم يظهروا بعد ذلك على الساحة الأوروبية أبدًا".
لكن بيرلو الذي أشار ضمنا إلى أن لاعبي لاكورنيا تعاطوا المنشطات يعود في سياق روايته إلى الفصل بين أن يمتلك الفريق الكرة ويركض خلفها بعون المنشطات أو منهم، غير ذلك يقول: "ما يضحكني فعلاً أولئك الناس الذين يستعملون لفظ المنشطات وينعتون به فريق برشلونة، هذا الفريق الذي يورث سر النجاح من جيل إلى جيل".
يختم بتبرير: "الوصفة بسيطة جدًّا كي تفوز بأقل مجهود، ما عليك سوى ترك الكرة تقوم بعملها، إنهم يعرفون جيدًا كيف ومتى يركضون، لكنك لن تراهم أبدًا يقطعون مسافة 70 إلى 80 مترًا بسرعة أكثر من 15كم، دائمًا للأمام وبجهد أقل.. لكن وماذا عن المراهنات في آسيا؟