الأخضر المبهر لغير جمهوره
المنتخب السعودي يتشكل، يبحث عن استقرار، عنوان ثابت، هذا لا يعني أنه ليس منتخبًا تاريخيًّا صاحب منجزات وصيت عال ونجوم.
المنتخب الذي يلعب اليوم نصف نهائي خليجي 24 في الدوحة أمام منتخب قطر فرض عليه بعضهم أن يدخل في اختبار بدلاً من خوض مباراة فيها فائز وخاسر، والسبب أن هؤلاء يتعاطون معه تحت شعار مشكوك فيه حتى تثبت سلامته.
لعب مباريات التصفيات الآسيوية المزدوجة وسط التهويل والتخذيل، لكنه تصدر مجموعته، ومد بعضهم رجليه بعد خسارته الأولى في كأس الخليج من الكويت، لكنه عاد بانتصارين ترأس بهما مجموعته، لتعود أسطوانة دعونا نرى الذي سيفعله في القادم من المباريات.
جمهور الكرة في الخليج استمتعت بعرضه أمام عمان، والمحللون والنقاد في استوديوهات التحليل عبروا عن انبهارهم بالأداء واعترفوا بالفارق الفني والمهاري لصالح المنتخب السعودي، إلا بعضهم هنا باركوا على استحياء وتناولوا المباراة من جوانبها السلبية بحجة أن هذا دور النقد والنقاد، مع أن الحقيقة أن وراء ذلك ما وراءه.
المنتخب السعودي الوحيد المشارك من بين هذه المنتخبات في آخر مونديال روسيا 2018م وأكثرها حصولاً على بطولة آسيا والتأهل إلى المونديال، لكنه لا يحمل رقمًا بطوليًّا خليجيًّا يوازي ذلك، هذا ليس بسبب هذا المنتخب ولا الذي قبله، لكنه نتيجة عجز أجيال كروية من السبعين حتى مطلع التسعين، ومن ذلك فالبحث عن البطولة هذه المرة بالذات ليس مطمعًا بقدر تشكل المنتخب واستقراره وكتابة عنوانه.
اليوم بالفوز على قطر تلعب النهائي هذا مهم ومطلب، لكن الأهم منه أن نتعامل معها على أنها مباراة وليس اختبارًا، نتيجة المباراة يمكن حصر معطياتها في نطاق محدود لا يؤثر على ما بعده ولا يجيز التشفي فيما قبله، لأن المنتخب في هذه المرحلة أشد ما يحتاجه أن يلتف الجميع من حوله بدءًا بحمايته من بعضهم “يعرفون أنفسهم”، وانتهاء بالتعامل معه على أنه الفريق السعودي لكرة القدم ولا غير ذلك.
الخروج من دورة كأس الخليج بما يمكن البناء عليه نادر جدًّا، تاريخيًّا كانت نتائجها تهدم كل شيء على رؤوسنا من خسارة البطولة إلى معاقبة اللاعبين وطرد المدربين حتى بعد أن تحسنت علاقتنا بها كانت مكاسبنا قليلة، ما سرب فكرة أن لا جدوى من المشاركة بها أو إقامتها أصلاً.. اليوم يمكن أن نبدأ في الاستثمار في كأس الخليج بجعلها محطة تصحيح ومختبرًا للكشف عن الداء والدواء.