البحرين البطل الذي تأجل تتويجه
حقق المنتخب البحريني حلم البحرينيين بعد أن مل انتظارهم ونفد صبرهم في سبيل أن يفرحوا بانتصار كروي ما كان يجب أن يعز عليهم، وهم من أوائل شعوب المنطقة في ممارسة اللعبة والاهتمام بالرياضة كبلد حضارة ضارب في القدم.
كأس دورة الخليج العربي بحريني بعد خمسين عامًا على انطلاق البطولة من أرض البحرين، 23 دورة تبادل فيها على اللقب كل المنتخبات دون البحرين الذي ظل الحظ معاندًا له في كل مرة يخطو نحو تحقيق هذا المنجز.
المنتخب السعودي الذي واجه البحرين على هذا النهائي كاد أيضًا يؤجل حصوله على هذه الكأس حتى إشعار آخر، لكنه أضاع ضربة الجزاء التي تحصل عليها في وقت مبكر من زمن المباراة وافتقد الهداف الذي يترجم الفرص أو يبتكر الحلول.
المنتخب البحريني لعب مبارياته الخمس فاز في ثلاث منها وتعادل في واحدة وخسر فقط من المنتخب السعودي في الدور التمهيدي، وفي المحصلة هزم ثلاثة منتخبات مرشحة الكويت والعراق والسعودية وتعادل مع حامل اللقب عمان.
استحق منتخب البحرين كأس خليجي 24 من أرض الملعب، وكان يستحقها دائمًا كتاريخ ونجوم واهتمام حكومي وشعبي، وربما لم يكن من المنطق إن كان لكرة القدم علاقة بالمنطق أن يتأخر كل هذه العقود الخمسة ليحصل على اللقب وأن تسبقه عليه كل المنتخبات.
حصول البحرين على كأس البطولة ووصول السعودية للمباراة النهائية في الوقت الذي كان فيه المنتخبان مقررًا لهما ألا يشاركا في البطولة إلا قبل أيام من انطلاقتها، يفترض أن ينبهنا إلى أن نقوم بمراجعة نوعية خطط التحضير التي اعتدنا اعتبارها من تجلب اللقب.
هل لأنها جاءت امتدادًا لمشاركة المنتخبات التصفيات الآسيوية، لكن هذه لم تكن المرة الأولى التي تتصادف وإياها، أم أن شيئًا آخر جعل منها مجرد مباريات تنافسية خالية من الضغوطات والتحشيد الرسمي والإعلامي والجماهيري، ساهم في أن يحرر اللاعبين؟
الجميع يتفهم ما يلف أي تنافس إقليمي من شحن، لكن المنتخبات الخليجية بما توفر لها من بيئة رياضية عالية المستوى وكوادر قيادية مؤهلة يجب أن تستثمر هذه البطولة على نحو إيجابي، يساهم في تطور المنتخبات خاصة بعد أن خفت الكثير من أسباب إشاعة التوتر أو لم يعد لها رواد ولا مريدون.
التهنئة للبحرين قيادة وشعبًا واللاعبين وجهازهم التدريبي الذي أدخل فلسفة تدريبية جديدة يجب أن تدرس بعناية.