الأهلي والاتحاد.. أبحث عن الاستقرار
تتجلى صور ما يمكن أن يفعله عدم الاستقرار في هزيمة الأهلي أمام الوحدة والاتحاد من ضمك، في مباريات الجولة الـ18، والاستقرار الذي أعنيه أبعد من الفني والإداري إلى الشامل.
وأنت مستقر تخسر مباريات، لكن لأسباب أخرى وما يلبث أن تعود إلى سكة الانتصارات والإنجازات بحسب وزن الفريق وقيمته العناصرية والفنية وسجله البطولي، الاستقرار الشامل سيحفظ توازن الفريق ويحميه من العبث والمغامرات.
الأهلي يملك العناصر والفريق ثقيل فنيًّا وهو أحد كبار الكرة السعودية، وما فعل به عدم الاستقرار حرمه من المنافسة على الدوري الذي يملك كل مقوماتها، بل يزيد، فيما الاتحاد بات نموذجًا مخيفًا لما يمكن لعدم الاستقرار أن يفعله حتى بأكبر وأعرق الأندية.
في حال الكبيرين تختلف الأسباب، ومعها أيضًا حلول الخروج من الأزمة، وكما أنها في الاتحاد عميقة تراكمية يشترك في صنعها كثيرون بقصد وبغيره، هي في الأهلي طارئة دون أسباب وجيهة لكنها قد تتعمق.
لا يمكن أن يكون مقبولاً أن يفرط الأهلاويون في استثمار مكاسب الثلاثية التي حصل عليها الفريق 2016م، بعد غياب طويل، كان من الطبيعي أن يهيئوا الفريق لحصد ما فات من ألقاب بكل السبل، مستفيدين من العناصر المؤهلة التي يمتلكها الفريق والأجواء الطيبة في الأوساط الأهلاوية التي أفرزتها تلك العودة.
الأهلي الذي يبدو كالعملاق الذي يقاوم الضربات ليس خشية أن يسقط، بل ليواصل خطاه الثقيلة يمكن أن يتحرر من كل ذلك فلم يفت الوقت بعد، وما يحتاجه هو أن ينشط ذاكرته ويعود لقراءة تاريخه وأسماء رجاله ودفتر أعماله ولوحة إنجازاته، لسماع صوت مدرجه ويجيبهم نعم نحن على الطريق الخطأ نعدكم أننا سنعود أفضل مما كنا.
وفي الاتحاد الأمور أكثر تعقيدًا، لكن حلحلتها يجب أن تقتصر في الفترة الراهنة على تجنيب الفريق الكثير من الأضرار المعنوية والنتائج التي لا تليق، يجب أولاً الاعتراف أن ما تبقى من جولات الدوري هو تجنيب الفريق الهبوط ولا شيء غير ذلك، حتى يمكن توفير أجواء تصلح للتفكير في حل بقية الأزمة التي يعيشها منذ عقد من الزمن.
الاستقرار في كل الأمور القاعدة التي تقف عليها بثقة وثبات حتى تقاوم مسببات الفوضى أو نشوء الخلافات والتصدي للاضطرابات، كما أنه العامل الأول في السعي للعمل وتحقيق المنجزات، اتركوا نشر الغسيل، ففي خزائنكم ملابس جديدة أنيقة وفاخرة.