2020-04-04 | 22:46 مقالات

جرس الكهموس

مشاركة الخبر      

قرع مازن الكهموس رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد جرساً قوياً في الوسط الرياضي حينما كشف عن تلقي هيئته ملفات للتحقيق فيها من وزارة الرياضة والشباب تتعلّق بتجاوزات مالية، حدثت في الأندية السعودية. وما قاله رئيس "نزاهة" يجب ألاّ يتوقف عنده ولا عند جهاز الرياضة، وأن تبدأ الصحافة بالتقصّي والبحث والوصول للقضايا المرصودة وطرحها أمام الرأي العام حتى تتناغم الأدوار وتتكامل أضلاع المناقشة والتمحيص والتفنيد والمحاسبة.
والقطاع الرياضي، وعلى الأخص الأندية ذات الميزانيات العالية، ليست بعيدة عن الوقوع في أخطاء كبيرة بحكم سهولة وصول المال العام إليها، واقتصار دورته على العقود مع أطراف في الداخل والخارج وإمكانية التلاعب في هذا الإطار دونما رقابة صارمة دائمة ما يدفع بضعاف النفوس إلى مد أيديهم إلى ما لا يحق لهم.
وليس صحيحاً أن الحساسية الدولية تطوّق الشأن الرياضي حينما يتم التعامل مع تجاوزاته من مؤسسات الداخل الرقابية، وقد كان ذلك عائقاً كبيراً للمواجهة في الماضي، وإلاّ لما قبع في سجون الولايات المتحدة الأمريكية رموز من الاتحاد الدولي لكرة القدم وهم العاملون من مكاتبهم في زيوريخ السويسرية، ولا لاحقت أجهزة أمن أوروبية ولاتينية أكثر من اسم رياضي رسمي على مدى أزمنة متفاوتة وحاصرت كل خروقاتهم للقانون ووضعتهم داخل الأقفاص بعد محاكمتهم. إن الفساد عائق شديد أمام التقدم والنمو عانت من الحكومات الأولى والنامية على حد سواء، واختار الجميع بما في هذا العالم من تحضّر الوقوف في وجهه وتعريته وتقليل نسب وجوده في كل المنظمات. والمملكة العربية السعودية بكل ما فيها من حزم وقوة وضعت نصب عينيها مكافحة الفساد وربطت جهازه التنفيذي بالملك مباشرة وشكّلت لجنة متابعة برئاسة ولي العهد تجتمع كل أسبوع بغية تنظيف كل مؤسسات الحكومة من تواجده ورفع درجات الشفافية فيها إلى أعلى المستويات.
ومع الكشف العظيم الذي وضعه مازن الكهموس على الطاولة بات لزاماً على الصحافة الرياضية السعودية بكل فئاتها ملاحقة الخبر وتفكيك بنائه بالكامل والقيام بدورها الأصيل في تقديم كل متورط وإظهار تلاعباته وتنظيف الوسط من كل ما علق به. وليس أمام الصحافة إلا أن تذهب إلى ذلك وبأقصى سرعة، فالتصريح قد حصل وغطاء السريّة قد رُفِع ولم يعد هناك سوى استحضار روح الصحفي الذكي النشط لتحقيق السبق والفوز بتوجهات الرأي العام.
وعلى المستقصي أن يتتبّع الخيوط والتفتيش بين الأندية والوسطاء، وأن يكوّن قاعدة بيانات ومدّنا بالوقائع.