الكشف اللازم
تنشط هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في إعلان الوقوف على قضايا ثبت فيها التجاوز على المال العام وارتكاب الرشوة وتُطلع الرأي العام على وظائف الأشخاص الفاسدين وأماكن عملهم، وتُشدد على أنها لن تتوانى عن الملاحقة والكشف مُطبّقة في ذلك توجيهات الأوامر العليا بقطع كل الممارسات في هذا الشأن ومُحاصرة الأشخاص أيّاً كانت مكانتهم، ومهما كانت أسماؤهم ووضع جرائمهم أمام المجتمع والعدالة القضائية.
والحقيقة أن نشاط الجهة الرقابية يحظى بتقدير الجميع ويُعطي اطمئناناً كاملاً على صون المال العام وعدم وقوعه في أيدي العابثين وترفع من درجة الشفافية والثقة في سير الأداء.
وكان رئيس جهاز مكافحة الفساد قد أعلن قبل نحو شهر عن وصول ملفات تتعلق بتجاوزات مالية من وزارة الرياضة والشباب عن فساد وقع في أندية، وأن التحقيق يسير على كامل الملفات من قبل هيئة الرقابة دون أن يُعطي تفاصيل أكثر شمولية.
اليوم، أصبحت الكُرة في ملعب وزارة الرياضة في إعطاء الجمهور الرياضي كل الوقائع وعن ما توصّلت إليه وقادها إلى أن تُحيل الأوراق إلى الرقابة والفساد، وبات لزاماً على الجهة الرياضية أن تكشف عن كل ما وقع بين أيديها وأن تبيّن الخطوات التي قطعتها في مسيرة النزاهة حتى يسقط كل قول آخر والقضاء على التفسيرات الخاطئة والتخمينات غير المبنية على معلومة دقيقة نابعة من مصدر موثوق.
إن الأسئلة الدائرة الآن حول ماهية الأفراد أو الدوائر تملأ الأجواء بالشك وطرح أمور قد تضر بسير العملية بأكملها، ويسود الجو العام همز ولمز حول شخصيات وكيانات والتعرض ربما لمن لا دخل له في الأحداث وظنون مأخوذة إلى مناطق بعيداً جداً، ما يجعل الترديد يدور بين أندية كبيرة تارةّ وصغيرة تارّة أخرى وبين أسماء شهيرة وثانية قابعة في الظل. وهو الأمر الذي يجعلنا ننادي بسرعة الكشف من قبل وزارة الرياضة وترك المسألة للتعاطي الحقيقي لا أن تكون في ركن القيل والقال.
إن الوضوح في إعلانات قضايا الفساد محاربة للفساد ذاته ومسلك رفيع تنتهجه المنشآت ذات المصداقية العالية الحافظة لدورة المال وسلامة العمل الإداري، وباب واسع جداً ولج من خلاله كل محب للنزاهة والإجراء السليم ويجد معه كل محارب مساحة هائلة للمحاربة والقضاء على السواد القليل في الرقعة البيضاء الناصعة.
لقد تكاتفت هيئة الرقابة ووزارة الرياضة في المكافحة داخل مجال يعج بالكثير من الطامعين وحان الوقت لأن تكشف جهة الرياضة والشباب ما توصلت إليه.