هل تحتاج الأندية إلى معاهدة سلام؟
الأنظمة والقوانين من أجل تنظيم التعاملات ولحفظ الحقوق، إلا أن هناك ما يسندهما وأحيانًا يحلحل عقدهما، المرونة، التصالح، اتفاق المحترمين “الجنتلمان” كلمة الشرف أو ميثاق يتفق عليه، يعاب على من يخرقه لكن لا يعاقب.
ثقافة التصالح أو تعليق الأنظمة والقوانين في ظرف “ما” دون قصد تجاهلها، أو عدم الاعتراف أنها الحاكم فيما شجر بين المتخاصمين أو المتعاقدين، ليست ثقافة خاصة بمجتمع دون غيره، هي لا تقدم على القوانين والأنظمة، لكنها حل ظرفي فيما يستجد أو يطرأ، دون أن يكون له ما يفصل فيه في الأنظمة واللوائح والقوانين، أو يتداخل سلبًا مع مصالح عليا.
في الدوري الإنجليزي المحكوم في كل تفاصيله بالأنظمة والقوانين، تسعى أندية الدرجة الممتازة والأولى إلى قطع الطريق على اللاعبين الذين سيغضبهم تخفيض رواتبهم 30%، بسبب الأضرار الناجمة عن جائحة كورونا، وذلك بمعاهدة سلام بين كافة الأندية قبل انطلاق فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، والحث عن رواتب أكبر.
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أكدت أن عملية خصم الأجور، ستفسر عن حالة من الغضب لدى اللاعبين قد تدفع الأندية إجباريًّا على بيع عقودهم خلال الصيف، ومن أجل ذلك ستقوم الأندية بالتوقيع على ما يشبه معاهدة سلام فيما بينهم، لمنع قيام أي نادٍ باستغلال ذلك والإغراء براتب أعلى، ووصفت الصحيفة ذلك بالنهج التعاوني بينهم للتصدي لتهديدات اللاعبين.
بعضنا لا يستحسن ميثاق الشرف، بل ويستهجن ذلك حين يعتمد عليه نادٍ أو اتحاد أو لجنة أو المؤسسة الرياضية العليا لتجاوز أزمة ما، إما تمسكًا بمبدأ أن تترك اللوائح والأنظمة والقوانين تقرر، أو لأن ما قد يتم الاتفاق عليه سيقطع طريق فائدة يرجوها، وآخرون يحتجون من أجل الاحتجاج، وليس من بينهم من سيتحمل مسؤوليات نتائج الموقف.
بعض أندية الدوري السعودي الممتاز “دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين” يمكنها أن تخفض 28 مليون ريال شهريًّا، إن اتفقت مع لاعبيها على نسب تخفيض تتراوح بين 30% إلى 50%، النادي الأهلي وافق لاعبوه، والهلال بمبادرة من اللاعبين، والاتحاد بدأ في مخاطبة اللاعبين بغرض أخذ موافقتهم، لكن لا أعلم ما إذا كانت هذه الأندية وبقية أندية الدوريين الممتاز والأولى يحتاجون إلى معاهدة سلام مثلها مثل ما تم بين الأندية الإنجليزية، أما لا؟