الصراع
مع وحول النجوم
أسخف شيء الانتقاص من قيمة النجم واستهدافه في تاريخه، لأسباب غير موضوعية ولا تتسق مع سيرته أو قيمته الفنية، كان يمكن تجاهله حتى لا تبدو أنت سخيفًا، فقد لا يلومك أحد، أما أن تنسج حوله كلمات بلهاء لتسند بها رأيك في نجوميته، وكيف تكونت، ولماذا طغت، فأنت في الحقيقة تهدم فكرتك، وتكشف نواياك.
ليس كل اللاعبين نجومًا لامعين يملكون الصيت والشعبية، لكن يمكن للكثير ممن لا يصلون إلى هذا المستوى، أن يتساوون معهم في صنع المنجزات الجماعية، المسألة لا يوجد فيها ما يعيب طرفًا أو يميز آخر، هي أقدار تتيح التمايز بعضها ليس فارق موهبة أو جهد، في الغالب بعض من المحسنات مثل نوعية المهارة، الكاريزما وأحيانًا المركز أو المرحلة.
يمكن صناعة النجومية نعم، لكن ليس لمن لا يملك مقوماتها، يجب أن تتهيأ الظروف التي تمهد لصناعته، اللاعب كالمادة الخام، إذا ما كانت قابلة لتحويله إلى عالم النجومية فعليه أن يستسلم لشروطها، ويدفع ثمن فاتورتها، يتساوى في السقوط المبكر من يملك مقوماتها، مع من لا يملك منها إلا اليسير إن لم يصمد ويتحمل.
صراع الجمهور والإعلام حولهم ومعهم، لا يعني أكثر من أنهم فعلاً نجوم، وإلا لما صاروا مادة يتجاذبون حول قيمتها وأهميتها، أخبارها وأسرارها، يمكن لهم أن يغلقوا هذا الملف بالاعتراف بما لكل منهم من فضل وعطاء وامتياز، لكنهم سيفقدون طعم الحديث ولذة الحوارات وسكرة الجدال، وعلى النجوم أن يكملوا دفع الفاتورة الباهظة الثمن.
الأضواء والشعبية، عربونها الموهبة، وأسلحتها التطوير والجهد، الصبر والفكر والوعي والذكاء، الأضواء لا تسلط على من يسكن الزوايا المظلمة، والشعبية لا ينالها الغائبون، الملعب لا يكذب والشباك لا تتجمل لكن أيضًا القبول من الله، وأسبابه يفعلها من يعي أنه على المنصة والجمهور جاهز إما أن يهتف له، أو ضده، أو يتجاهله وكأنه غير موجود.
لا يمكن أن ننكر أن هناك أنصاف نجوم، أو نجوم مرحلة يقاتلون بأسلحة غير مشروعة لفرض أنفسهم كنجوم، إما بالإساءة لزملائهم، أو بالاصطفاف مع أعدائهم من أجل البقاء في دائرة الضوء، وإعلاميون يتذاكون بتقديم نجم في الفضل لكن بهدف الإساءة لآخر، كل هؤلاء وعلى مدى عقدين ماضيين عجزوا عن تحقيق شيء إلا في أنهم فشلوا أن يصدقهم أحد.