ميسي
في الغرف المغلقة
الاقتراب أكثر من الشخصيات العامة في الغالب ليس في صالحك ولا صالحهم، بالذات إن كنت معجبًا، أو من النوع الذي تتوهم أن هذه الشخصيات نموذج لكل ما هو حسن، قليل جدًّا أن تبقى مثلاً صورة النجم كما هي بسبب ربطنا الخاطئ بين الإعجاب بالأداء المهني والوظيفي، وبين الشخصية الإنسانية التي تنطوي على الكثير من الخصائص وتكتسب من البيئة وتؤثر فيها الظروف.
أقف في صف هذه الشخصيات وهؤلاء النجوم لأننا نطلب منهم المستحيل، نريدهم ملائكة، وهذا لن يحصل، لا يكفينا ما يقدمونه لنا في المهن التي أحببناهم من أجلها، كما أننا أيضا نبالغ في الاعتقاد بأنهم حتى فيما يخص ما نحن معجبون بهم فيه في الملاعب أو منصات العمل والإبداع المختلفة لا يمارسون الأخطاء، وإنهم صالحون وغيرهم أشرار.
نقاتل كثيرًا للتأكيد أن ما ينقل عن شخصياتنا المفضلة ونجومنا ولا يعجبنا، أكاذيب دافعها الحقد والحسد والغيرة، أو لتشويه صورتهم، هذا لا ينفي أن بعضهم بالفعل يتعرض أحيانًا لمثل ذلك، لكن أيضًا هذا يقابله كثير من المبالغات في جعلهم بلا أخطاء وامتداحهم بما يفيض عما فيهم بكثير، ولا نرى في ذلك كذبًا، كما أنهم أنفسهم يصدقونها، بل يحاجون بها.
السير الذاتية حين يتحلى من يتصدى لكتابتها بالشفافية التامة، بما فيها مما يؤذي أو يخدش ويجرح، نادرة في عالمنا العربي وانتقائية، وهذا يرجع لثقافة المجتمع الذي لا يقبل إلا ترجمات المحاسن، ولا يستنكر أن تتحول السير إلى معلقات مديح وذكر مآثر، ويضج ويسخط من الحقيقة المجردة حتى ولو ذكرت على لسان صاحبها فكيف بغيره.
ليونيل ميسي “وقح وكاذب واستفزازي ويخفي وجهًا غير ذلك الذي يظهره هو”، هذا ما جاء في كتاب “مسار غير حقيقي” لحارس ليفربول وريال مدريد دوديك الذي تحدث فيه، عن العديد من الكواليس والأشياء التي حدثت في الغرف المغلقة، أثناء مسيرته الكروية، كما نقلها أحد المواقع الإلكترونية الشهيرة قال أيضًا: “إنه لا يمكن لأحد أن يتخيل شخصًا هادئًا حسن المظهر، مثل ميسي من الممكن أن يتحدث بتلك الوقاحة، التي تحدث بها مع راموس وبيبي.
ليس لي تعليق على ما أورده “دوديك” أنا مؤمن أن ما يحدث داخل أرض الملعب فيه مما هو مثل ذلك وأكثر، يهمني فقط أن نقتنع أن النجوم والشخصيات العامة بشر، يلبس معظمهم في حياته الرياضية أقنعة مثلنا أيضًا في كل حياتنا.