2020-05-05 | 01:09 مقالات

مدفعية النصر

مشاركة الخبر      

صحيحٌ أن الأمور الإدارية قد تبدو هادئة في نادي النصر هذه الأيّام، لكنها ليست كذلك على الإطلاق. فالوضع بِرُمّته يشبه إلى حد بعيد النار المختبئة تحت الرماد. والمتعمّق في الحالة الصفراء يجد أن الخطوات تسير نحو اتجاه واحد يؤدي إلى سدّ الفراغ الإداري المقبل في ظل كشف المشرف العام المُكلّف على فريق كُرة القدم عبد الرحمن الحلافي عن نواياه بترك الفريق مع نهاية الموسم الكروي أو ربما قبل.
ومع النوايا المُعلنة للحلافي بالمغادرة والتي أظهرها في أكثر من مناسبة نصراوية برزت مجموعة تُقدّم نفسها للمكوّن الأصفر على أنها البديل المناسب الجاهز المقبول، وأخذت في تصدير "عضو ذهبي" للجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الدعم المادي المباشر مستغلّة غياب المدفعية الثقيلة عن ساحة العمل والتأثير.
وتًخطط مجموعة العضو بتنصيبه في خانة المشرف العام على كرة القدم وإيجاد تركيبة ضعيفة في جسم الإدارة للاستحواذ والسيطرة على النادي العريق، مرتكزة في ذلك على ارتباك وزارة الرياضة والشباب في التعامل مع العاصمي الأصفر منذ مرحلة الانتخابات الخاصة بالنادي مطلع الموسم الكروي الجاري، وعجزها عن التفاهم مع كل أطراف النصر الكبيرة أثناء صناعة القائمة الذهبية على عجل آنذاك ولملمتها للأمور، عبر دعم قائمة الدكتور صفوان السويكت من أجل إيجاد تشكيلة مسيّرة للعمل وسط الفراغ. وتأمل المجموعة الصغيرة في تكرار ارتباك الجهاز الرياضي من جديد بعد رحيل الحلافي فتقفز على الكرسي الرفيع وتمارس ما تريد.
ومع وصول الصورة كاملة لأقطاب نصراوية شديدة الحب للعالمي بدأت التحرّك لغلق الباب في وجه العضو الذهبي ومجموعته الصغيرة وفتح كل القنوات لعودة الشخصيات المؤثرة الداعمة الفاعلة منذ سنوات طويلة، وطفقت في كل الاتجاهات لتكوين حلقة حديدية تُعيد للنصر رجاله وعمقه الشرفي.
ورغم عدم اتضاح الرؤية للجميع ومع صمت وتواري الإدارة الحاليّة، إلاّ أن العزم قوي من قبل كل الأطراف في الدخول إلى معترك لا تُعلم نهايته ولا نتائجه على البيت الأصفر، لكن الأكيد أن الرحى تدور الآن وإن كان على مهل.
وإزاء هذا كُله فإن دوراً لوزارة الرياضة لا بد أن يُلعب وفق ما لديها من أنظمة ولوائح، مع ترك أرض حُرة يتحرك من خلالها كل من يرغب في خدمة النصر وانتشاله، خصوصاً أن الوضع المادي للأندية قد لا يكون بنفس وتيرة الضخ السابقة، وعليها أن تعي جيداً أن الرجال "الثقال" خير وأبقى للنصر من "الضعاف".